غلب الهوى واستحوذ استحواذا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غلب الهوى واستحوذ استحواذا | فمن الذي نلجأ إليه عياذا |
في طلعة شمسية قمرية بجمالها صارا لجميع جذاذا | ... |
يا هيكلا ظهرت غيوب شؤونه | فينا فكان لكلنا أخاذا |
وجه تبرقع بالمحاسن والبها | فعنت له كل الوجوه لذاذا |
وتمتعت أرواحنا بهلاكها | فيه ولاذت بالفناء لياذا |
ونراه أقرب من نراه ولا نرى | شيا سواه ومن سواه أعاذا |
فهو الذي لجمال طلعته يرى | وقلوبنا وعيوننا تتحاذى |
إن الوجود يرى الوجود كما به | عدم يرى عدما له جباذا |
وممنع بالعز عنه عقولنا | معقولة لا تقتضيه تنفاذا |
وقلوبنا في بحر عشقته هوت | تبغي اللقا لا تعرف الانقاذا |
نزل النقا فاشتاقه أهل النقا | أو هل ترى بعد النزول لو اذا |
بالأمس كان مناخه بطويلع | واليوم صار مخيما بغداذا |
لا عار إن خلع العذار محبه | في حبه ولجا إليه ولاذا |
ظهرت ملاحته بديباج الورى | فينا وقد لبس اللطافة لاذا |
وأقول زيدا قد رأيت وخالدا | لا ذاك في بصري رأيت ولا ذا |
ورآه في زيد بن حارثة هنا | طه النبي وحب فيه معاذا |
وبيوسف الصديق شاهد وجهه | يعقوب حين له هواه آذى |
وصفاتنا ظهرت لنا بصفاته | ورأى الجنيد به الورى ممشاذا |
أما هواه فإنه هو ملتي | وعليه كنت أعاهد الأستاذا |
عجبي له وهو الكثير أضلنا | والواحد الهادي لنا استنقاذا |
يشقى ويسعد بالذي أشقى به | فتراه لاح صواعقا ورذاذا |
بالله يا لحظاته لا تجرحي | قلبي فإن بسهمك الفولاذا |
ولأنت يا خمر الرضاب محوتنا | سكرا وريحك لم يزل نباذا |
من لي بمشهود المحاسن غاب | لام العذول على هواه وهاذى |
هو حاضر لكن بغير إشارة | فإذا جهلت تقول عنه هذا |
عشاقه بعيونه مفتونة | وقلوبهم صارت به أفلاذا |
ويظل يهجرهم ويكثر صده | عنهم وما أحد يقول لماذا |
ويرونه حسنا وفي أفعاله | لطفا وفي تعذيبه استلذاذا |
وبهم تجمعت القبائل في الهوى | وعلى البعاد تفرقوا أفخاذا |
يأتي النسيم لهم بأخبار الحمى | للمسك فاوح في الهبوب وشاذى |
وتهجهم ورقاء فوق أراكة | تدني البعيد وتجمع الأفذاذا |