تحقق فإن الروح في الكل واحد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تحقق فإن الروح في الكل واحد | ولا شي إلا الروح يدريه واجد |
وذلك من أمر الإله كما أتى | وما الأمر إلا واحد وهو شاهد |
وذو الأمر وهو الله لا شك أنه | هو الواحد المقصود والكل قاصد |
وقد صار ذاك الروح كل العقول والنفوس | وأجسام الورى تتوارد |
فتظهر أغيارا له وهو عينها | يحس به الذوق السليم المشاهد |
وذو الجهل بالمحسوس يحسب كثرة | ويتبعه في الوهم عقل معاند |
ويلمح ذاك الروح كالبرق ظاهرا | عن الأمر غيب الغيب ثم يعاود |
على مقتضى الأسماء وهي جميعها | هي الوجه وجه الله في النص وارد |
وللوجه كان الروح مرآته التي | تلوح بها آثاره والمقاصد فتظهر في الروح العوالم كلها عكوس مرادات الإله شوارد |
وترتيبها في العلم يظهر هكذا | لدينا فمولود وأم ووالد |
ومن حسن في المرآة صورة وجهه | فللوجه والمرآة ذا الحس نافد |
وبالصورة المرآة عنه تسترت | فظن الذي قد ظن والعقل راقد |
ومن أجل هذا قال أهل طرينا | خيال وظل ما عن الحق وافد |
ولم يعرف المسكين ما قال عارف | وقد ظن سوءا وهو للحق جاحد |
فلو وفق الرحمن ذلك للهدى | رأى نقصه في نفسه فيجاهد |
ويصبح مشغولا ويمسي بنفسه | وقلب له في كل ما عاق زاهد |
ولكنه الممقوت من حكم ربه | عليه ولا يدري وما هو راشد |