زينة العبد فقره واحتياجه
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
زينة العبد فقره واحتياجه | والغني بالإله لاق ابتهاجه |
وهو في غيره مجرد وهم | كم به رادت الردى أفواجه |
والجهول الذي يظن بشيء | من متاع الدنيا يصح مزاجه |
ليس يغني الفقير شيء ولو سيق | إليه من الوجود خراجه |
ولهذا تراه والحرص في حال | افتقار وغنية معراجه |
وهي من داء حب دنياه ما زال | مريضا أعيى الجميع علاجه |
والغني الغني بالذات لا بالعرض | الزائل المثار عجاجه |
يا ابن يومين لا تخف قطع رزق | كم فتى قبلك اكتفى محتاجه |
وكم ارتاب عال في كفاف | وعليه في العيش ضاقت فجاجه |
ثم لما أن أسلم الأمر أثرت | خادموه وأيسرت أزواجه |
فز براحات قلبك الغر يامن | زاد من فوت ما يروم انزعاجه |
واطرح الهم عن فؤادك واربح | صفو عيش إن طبت طاب نتاجه |
لا تقل قل دون غيري رزقي | كل رزق مقدر إخراجه |
قسمة الله لا زيادة فيها | لا ولا نقص عذبه وأجاجه |
والفتى غير رزقه لم ينله | ولو احتال واستطال لجاجه |
كم شجاع أراد رزق سواه | يحتويه فقطعت أوداجه |
ولكم ضم رزق إنسان حصن | فغزوه وهدمت أبراجه |
صاح لو كان فيك رزقك ما لم | يفتح الله عاقك استخراجه |
ولو انضم تاج كسرى على رز ق | فتى ذل وانزوى عنه تاجه كل ضيق وإن تطاول دهرا عن قريب بد يأتي انفراجه |
هذه عادة المهيمن فينا | وعليها لقد جرى منهاجه |
أي وقت يمر من غير نوع | من عطاء كسا الكساد رواجه |
كم لمولاي في الورى من أياد | عند عبد بها استقام اعوجاجه |
وله كل ساعة وزمان | بحر فضل تدفقت أمواجه |
ثق بلطف الإله في كل حال | فهو في الخلق مستنير سراجه |
وإذا ضاق أو تعسر أمر | ثم أبطأ انفساحه وانبلاجه |
وغدا القلب منه في سجن هم | زائد الظلم لم يمت حجاجه |
فتوكل وارم السلاح ودع ما | أنت فيه وليمض عنك هياجه |
واجعل الكون كله لم يكن من | قبل يذهب عن الفؤاد ارتجاجه |
وتر الخير في الذي أنت فيه | لكن الجهل سود الوجه زاجه |
والذي عنده الأمور تساوت | تم في طاجن الحجا إنضاجه |