ألا أيها الحادي لذاك الحمى سربي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا أيها الحادي لذاك الحمى سربي | فأهل الهوى قومي وجيرانه سربي |
لقد لذ لي في مروة الحب والصفا | إلى وصلهم سعيي وقد طاب لي شربي |
وعندي إلى تلك الوجوه صبابة | أزيل بها ما أوهمت لبسه الترب |
ويا ويح عشاق الملاحة في الهوى | يحيرون بين الشرق للشمس والغرب |
ومحبوبهم لا زال فيهم مخالفا | إذا جنحوا للسلم يجنح للحرب |
رضيت بوصل الروح للروح غيبة | ولم أرض في وقت اللقا نفرة العزب |
أرى القرب في البعد الذي يقتضي الوفا | بعهد الهوى خيرا من البعد في القرب |
وألقيت جسمي في ديار بعيدة | عن الحب حيث الروح مقضية الأرب |
وصعب الهوى سهل إذا كثر الرجا | وأنواع أفراح به شدة الكرب |
وما القلب إلا موضع الفقد واللقا | وما الجسم إلا للمواجيد كالدرب |
ومن جهل المحبوب فالضرب موجع | له ومتى يعرفه يلتذ بالضرب |
ألا هكذا في النار حال أولي الشقا | غدا بعد تحويل الحجاب عن الرب |
ويومئذ معناه يوم قيامة | ويوم خلود بعده وهو للذرب |
وحك يد الجرباء يدمي قروحها | وتلتذ منه النفس في الأنفس الجرب |