أنت قيد الوجود إن غبت غابا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنت قيد الوجود إن غبت غابا | وإذا ما حضرت كنت حجابا |
وكذا الكائنات علوا وسفلا | هو منهن لابس أثوابا |
كل ذا باعتبار نفسك أما | هو في ذاته فجل مهابا |
واحد مطلق عن القيد بل عن | قيد إطلاقه يلوح اقترابا |
وهو في بيت عزة وجلال | لست تلقى إليه غيرك بابا |
قف على بابه وتأدب | بخشوع وقبل الأعتابا كن بلا أنت تكشف الحجب عنه ويريك الذي أرى الأنجابا |
وجهه النور ظاهر بك لكن | عنه أبدى عليك منه نقابا يا نديمي خذ المدامة مني إنني قد أدرت هذا الشرابا |
وبسطت البساط في دار قومي | وملأت الكؤوس والأكوابا |
وكنست الكنائس السود مما | كان فيها حتى البياض أجابا |
وإستحالت إلى الأصول فروع | أحكمتها يد الفناء انقلابا |
فوجودي هو الوجود الحقيقي | والتصاوير فيه كانت خضابا |
إن علمي علم اليقين بأني | كنت سعدى وزينب والربابا |
كنت ليلى أنا ومجنون ليلى | والمحبين قبل والأحبابا |
وأنا الآن كل ما هو باد | وسأبدو حبائبا وصحابا |
مثل فعل الحرباء يصبغ منها | كل لون به تلوح الإهابا |
وهي في أي صبغة هي فيها | ذاتها لا تزال والألقابا |
كل شيء نطق الوجود حروف | عاليات تحير الألبابا |
قلم إن بحثت عنه ولوح | باعتبار ولقبوه الكتابا |
وهي عين ترى وتدرك أبدت | ما سواها الجفون والأهدابا |
شمس ذات لها الأشعة أسماء | عليها الجميع كان سحابا |
تتجلى بنا فنظر عنها | مثل ما يظهر البقاع السرابا |
لكن العر بالحقائق لا يعرف | شيئا فيحسب الشهد صابا |
ويظن الوجود قسمين هذا | خطأ منه لا يكون صوابا |
ويزيد الشرك الخفي عليه | كلما غاير الشراب الحبابا |
والكلام المجاز عين الحقيقي | وترى في معناهما استغرابا |
لكن المنكر الجهول غبي | ومحب السوى له يتغابى |
والذي يفهم الأمور تراه | جامعا فارقا عصيا مجابا |
هذه ملة بها الله أدنى | منه أهل الكمال والأقطابا |
لم يوفق لها الإله سوى من | خر نجما على الجهول شهابا |
حافظا لم يزل عهود التصابي | في شهود الوجود والآدابا |
فعليه السلام ما حن قلب | نحو أحبابه وزاد التهابا |
وبسعدى رأى العذاب نعيما | حين وافته والنعيم عذابا |