نزل الحديد فكان سيفا قاضبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نزل الحديد فكان سيفا قاضبا | قسم العداة مشارقا ومغاربا |
بأس شديد فيه بل ومنافع | للناس فليمض المعاند هاربا |
وبه الأمين علي كان نزوله | فأسر قلبا بالأمان وقالبا |
في ليلة هي ليلة القدر التي | فيها رسول الله نال مواهبا |
فأخذته بيدي اليمين حقيقة | فوجدته أمضي السيوف مضاربا |
مقدار أربعة الأصابع قدره | في طول باع بالرزانة سالبا |
فلذا تراني لا أحارب دائما | هذا الورى إلا وكنت الغالبا |
أما المحب فهي قلبي والحشا | بل كل كلي لست فيه كاذبا |
رعدت بها مني الضلوع وقد همي | مطر علينا قبل كان سحائبا |
وملئت من أنس الوجود ووحشة العدم | انقضت ولقد قضيت مآربا |
ولقد أماطت لي بثينة برقعا | عن طلعة شمسية وجلاببا |
ومشت بأنواع الغلائل تنجلي | ودنت تقلب أعينا وحواجبا |
وسعت إلى نحوي ولم أك غيرها | فغدوت مطلوبا ولم أك طالبا |
هذا الوجود جميعه كلي بلا | شك عداة قد حوى وحبائنا |
والخلق نارا لا يزال وجنة والأمر أنوارا غدا وغياهبا | ... |
والكل كلي ما معي غيري فلا | تتعب وكن لي في الجميع مصاحبا |
وأنا الحقيقة والشريعة لا تقف | فيصير شيء منهما لك حاجبا |
وافعل ولا تفعل جميع أوامري | واترك ولا تترك لنهيي تائبا |
واقعد وقم وتقاو واعجز إن ترم | وصلي وكن بي طالعا أو غاربا |
فأنا حقيقتك المكلفة التي | بألست قلت لها وكنت مخاطبا |