لأم عمرو باللوى مربع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لأم عمرو باللوى مربع | طامسة أعلامه بلقع |
تروح عنه الطير وحشية | والاسد من خيفته تفزع |
برسم دار مابها مؤنس | إلا ظلال في الثرى وقع |
رقش يخاف الموت من نفثها | والسم في انيابها منقع |
لما وقفن العيس من رسمها | والعين من عرفانه تدمع |
ذكرت من قد كنت ألهو به | فبت والقلب شج موجع |
كأن بالنار لما شفني | من حب أروى كبد تلذع |
عجبت من قوم اتوا أحمداً | بخطبة ليس لها موضع |
قالوا له لو شئت اعلمتنا | إلى من الغاية والمفزع |
إذا توفيت وفارقتنا وفيهم | في الملك من يطمع |
فقال لو اعلمتنا مفزعا | كنتم عسيتم فيه ان تصنعوا |
صنيع اهل العجل إذ فارقوا | هارون فالترك له اودع |
وفي الذي قال بيان لمن | كان إذا يعقل او يسمع |
ثم أتته بعد ذا عزمة | من ربه ليس لها مدفع |
أبلغ وإلا لم تكن مبلغاً | والله منهم عاصم يمنه |
فعندها قام النبي الذي | كان بما يأمره يصدع |
يخطب مأمور وفي كفه | كف علي ظاهراً يلمع |
رافعها اكرم بكف الذي | يرفع والكف الذي ترفع |
يقولـ والاملاك من حوله | والله فيهم شاهد يسمع |
من كنت مولاه فهذا له | مولى فلم يرضوا ولم يقنع |
فاتهموه وجنت منهم على | خلاف الصادق الاضلع |
وظل قوم غاضهم فعله | كأنما آنافهم تجدع |
حتى إذا واروه في قبره | وانصرفوا عن دفنه ضيع |
ماقال بالامس واوصى به | واشتروا الضر بما ينفع |
وقطعوا ارحامه بعده | فسوف يجزون بما قطع |
وازمعوا غدراً بمولاهم | تباً لما كان به ازمع |
لاهم عليه يردوا حوضه | غداً ولاهو فيهم يشفع |
حوض له مابين صنعا الى | ايلة والعرض به أوسع |
ينصب فيه علم للهدى | والحوض من ماء له مرتع |
يفيض من رحمته كوثر | ابيض كالفضة أو انصع |
حصاه ياقوت ومرجانه | ولؤلؤ لم تجنه اصبع |
بطحاءه مسك وحافاته | يهتز منها مونق مربع |
اخضر مادون الورى ناضر | وفاقع اصفر أو انصع |
فيه اباريق وقد حانه يذب | عنها الرجل الاصلع |
يذب عنها ابن ابي طالب | ذبا كجرباء ابل شرع |
والعطر والريحان انواعه | ذاك وقد هبت به زعزع |
ريح من الجنة مأمورة | ذاهبه ليس لها مرجع |
إذا دنوا منه لكي يشربوا | قال لهم تباً لكم فارجع |
دونكم فالتمسوا منهلا | يرويكم أو مطمع يشبع |
هذا لمن والى بني أحمد | ولم يكن غيرهم يتبع |
فالفوز للشارب من حوضه | والويل والذل لمن يمنع |
والناس يوم الحشر راياتهم | خمس فمنها هالك أربع |
فراية العجل وفرعونها | وسامري الأمة المشنع |
وراية يقدمها أذلم عبد | لئيم لكع اكوع |
وراية يقدمها حبتر | للزور والبهتان قد ابدع |
وراية يقدمها نعثل | لابرد الله له مضجع |
أربعة في سقر أودعوا ليس | لهم من قعرها مطلع |
وراية يقدمها حيدر ووجهه | كالشمس إذ تطلع |
غداً يلاقي المصطفى | حيدر وراية الحمد له ترفع |
مولا له الجنة مامورة | والنار من إجلاله تفزع |
أمام صدق وله شيعة | يرووا من الحوض ولم يمنع |
بذاك جاء الوحي من ربنا | ياشيعة الحق فلا تجزع |
الحميري مادحكم لم يزل | ولو يقطع أصبع أصبع |
وبعدها صلوا على المصطفى | وصنوه حيدرة الاصلع |