ملث القطر أعطشها ربوعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مُلِثَّ القَطْرِ أعْطِشْها رُبُوعَا | وإلاّ فاسْقِهَا السّمّ النّقيعَا |
أُسائِلُهَا عَنِ المُتَدَيّريهَا | فَلا تَدري ولا تُذْري دُمُوعَا |
لَحاهَا الله إلاّ ماضِيَيْهَا | زَمَانَ اللّهْوِ والخَوْدَ الشَّمُوعَا |
مُنَعَّمَةٌ مُمَنَّعَةٌ رَداحٌ | يُكَلّفُ لَفظُها الطّيرَ الوُقُوعَا |
كأنّ نِقابَها غَيْمٌ رَقيقٌ | يُضِيءُ بمَنْعِهِ البَدْرَ الطُّلُوعَا |
أقُولُ لها اكشفِي ضُرّي وَقَوْلي | بأكْثَرَ مِنْ تَدَلّلِها خُضُوعَا |
أخِفْتِ الله في إحْيَاءِ نَفْسٍ | متى عُصِيَ الإل?هُ بأنْ أُطِيعَا |
غَدا بكِ كُلُّ خِلْوٍ مُسْتَهَاماً | وأصْبَحَ كلُّ مَسْتُورٍ خَليعَا |
أُحِبّكِ أوْ يَقُولوا جَرّ نَمْلٌ | ثَبِيرَ أوِ ابنُ إبْراهِيمَ رِيعَا |
بَعيدُ الصّيتِ مُنْبَثُّ السّرايَا | يُشَيّبُ ذِكْرُهُ الطّفلَ الرّضِيعَا |
يَغُضّ الطّرْفَ مِن مَكرٍ وَدَهيٍ | كأنّ بهِ ولَيسَ بهِ خُشُوعَا |
إذا اسْتَعْطَيتَهُ ما في يَديْهِ | فقَدْكَ سألتَ عن سِرٍّ مُذيعَا |
قَبُولُكَ مَنَّهُ مَنٌّ عَلَيْهِ | وَإنْ لا يَبْتَدىءْ يَرَهُ فَظيعَا |
لهُونِ المَالِ أفْرَشَهُ أدِيماً | وللتّفريقِ يَكْرَهُ أنْ يَضِيعَا |
إذا ضَرَبَ الأميرُ رِقابَ قَوْمٍ | فَما لكَرامَةٍ مَدَّ النُّطُوعَا |
فَلَيسَ بواهِبٍ إلاّ كَثيراً | ولَيسَ بقاتِلٍ إلاّ قَريعَا |
ولَيسَ مُؤدِّباً إلاّ بِنَصْلٍ | كفى الصّمصامةُ التّعبَ القَطيعَا |
عَلِيٌّ لَيْسَ يَمْنَعُ مِنْ مَجيءٍ | مُبارِزَهُ ويَمْنَعُهُ الرّجُوعَا |
عَلِيٌّ قاتِلُ البَطَلِ المُفَدّى | وَمُبْدِلُهُ مِنَ الزّرَدِ النّجيعَا |
إذا اعْوَجّ القَنَا في حامِليهِ | وجازَ إلى ضُلوعِهِمِ الضُّلُوعَا |
ونالَتْ ثَأرَها الأكْبادُ مِنْهُ | فأوْلَتْهُ انْدِقاقاً أوْ صُدوعَا |
فَحِدْ في مُلْتَقَى الخَيلَينِ عَنهُ | وإنْ كُنتَ الخُبَعْثِنَةَ الشّجيعَا |
إنِ اسْتَجرَأتَ تَرْمُقُهُ بَعِيداً | فأنْتَ اسْطَعْتَ شيئاً ما استُطيعَا |
وإنْ مارَيْتَني فارْكَبْ حِصاناً | ومَثّلْهُ تَخِرَّ لَهُ صَريعَا |
غَمَامٌ رُبّما مَطَرَ انْتِقاماً | فَأقْحَطَ وَدْقُهُ البَلَدَ المَريعَا |
رَآني بَعْدَما قَطَعَ المَطَايَا | تَيَمُّمُهُ وقَطّعَتِ القُطُوعَا |
فَصَيّرَ سَيْلُهُ بَلَدي غَديراً | وصَيّرَ خَيْرُهُ سَنَتي رَبِيعَا |
وجاوَدَني بأنْ يُعْطي وأحوي | فأغْرَقَ نَيْلُهُ أخذي سَريعَا |
أمُنْسِيَّ السّكونَ وحَضرمَوْتاً | ووالِدَتي وكِنْدَةَ والسّبِيعَا |
قدِ استَقصَيتَ في سَلبِ الأعادي | فرُدّ لهُمْ من السّلَبِ الهُجُوعَا |
إذا ما لم تُسِرْ جَيْشاً إلَيْهِمْ | أسَرْتَ إلى قُلُوبِهِم الهُلُوعَا |
رَضُوا بكَ كالرّضَى بالشّيبِ قسراً | وقد وَخَطَ النّواصِيَ والفُرُوعَا |
فلا عَزَلٌ وأنْتَ بِلا سِلاحٍ | لحَاظُكَ ما تَكُونُ بهِ مَنِيعَا |
لَوِ اسْتَبدَلتَ ذِهْنَكَ من حسامٍ | قَدَدْتَ بِهِ المَغافِرَ والدّرُوعَا |
لوِ استَفْرَغتَ جُهدَكَ في قِتالٍ | أتَيْتَ بهِ على الدّنْيا جَميعَا |
سَمَوْتَ بهِمّةٍ تَسمُو فتَسْمُو | فَما تُلْفَى بمَرْتَبَةٍ قَنُوعَا |
وهَبْكَ سَمَحتَ حتى لا جَوادٌ | فكَيفَ عَلَوْتَ حتى لا رَفيعَا؟ |