هذا وكم كريمة مصونة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذا وكم كريمة مصونة | في بيتها كدرة مكنونة |
لا يسمع الناس لها كلاما | ولا يضيفون لها ملاما |
تغض طرفها عن الأجانب | ترجو حلول أرفع المراتب |
بعيدة عن مجلس الرجال | لا تخطر الفحشا لها ببال |
على العفاف والحياء والتقى | مجبولة كالحور في دار البقا |
لا تكثر الصعود والتطلّعا | ولا تجيب أجنبياً إن دعا |
ما همّها إلا الحقوق الواجبة | لربها ذاهبة وآيبة |
بغزل أو خياطة محترفة | بكل ما يزينها متّصفة |
طائعة لزوجها ممتثلة | لأمره بحقه مشتغلة |
تحفظه إن غاب أو في حضرته | تبذل كل الجهد في مسّرته |
قصيرة اللسان عن سب الولد | ولا تبيح سرّها إلى أحد |
لا تدخل النساء بيت زوجها | ولا ترى قط بغير برجها |
وإن دعتها حاجة أن تخرجا | ففي ثيابٍ بَذْلة ٍ وقت الدجى |
قاصرة على الطريق طرفها | مستورة ولا يشم عرفها |
إذا بدت في محفل النساء | فدرة تضيء في حصباء |
والفخر ليس بالحرير والذهب | ولا بلبس جنفص ولا قصب |
ففي البغايا والقحاب أكثر | منهن قدراً هل بذاك مفخر |
ففي نساء الفرس والنصاري | من الحلي ما غلا مقدارا |
وكله فان وإن جاء الأجل | أفضت إلى ما قدمت من العمل |
وجاء في حديث طه الأحمران | عن الجنان للنساء ملهيان |
ما الفخر إلا بالعفاف والتقى | وفعل ما بهن كان أليقا |
والبعد عن مجامع الفضول | ورفض كل خلق مرذول |
فالاقتداء بالبتول الزهرا | وأمهات المؤمنين أحرى |
وكم كم لهن من متابعة | في فعلها وقولها كرابعة |
بقول ذي الجلال قل للمؤمنات | يغضضن من أبصارهن عاملات |
بالقول لا يخضعن كيلا يطمعا | مريض قلب بالفساد أولعا |
يتركن في الطريق لبس المفاخر | كيلا يملن قلب كل فاجر |
هذا ورب البيت نعم المفخر | وبالنجاة في المعاد يثمر |