أريقك أم ماء الغمامة أم خمر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أريقُكِ أمْ ماءُ الغَمامةِ أمْ خَمْرُ | بفيّ بَرُودٌ وهْوَ في كَبدي جَمْرُ |
أذا الغُصْنُ أم ذا الدِّعصُ أم أنتِ فتنةٌ | وذَيّا الذي قَبّلتُهُ البَرْقُ أمْ ثَغرُ |
رَأتْ وجهَ مَنْ أهوَى بلَيلٍ عَواذلي | فقُلْنَ نَرى شَمساً وما طَلَعَ الفَجرُ |
رَأينَ التي للسّحرِ في لحَظاتِها | سُيُوفٌ ظُباها من دَمي أبداً حُمرُ |
تَناهَى سُكونُ الحُسنِ من حرَكاتِها | فليسَ لرائي وجهِها لم يَمُتْ عُذْرُ |
إلَيكَ ابنَ يحيَى بنِ الوَليدِ تجاوَزَتْ | بيَ البيدَ عِيسٌ لحمُها والدّمُ الشِّعرُ |
نَضَحْتُ بذكراكُمْ حَرارةَ قَلبِها | فسارَتْ وطولُ الأرض في عينها شبرُ |
إلى لَيثِ حَرْبٍ يُلحِمُ اللّيثَ سيفَهُ | وبَحْرِ نَدًى في موجهِ يغرَقُ البحرُ |
وإنْ كانَ يُبقي جُودُهُ من تَلِيدِهِ | شَبيهاً بما يُبقي منَ العاشِقِ الهَجْرُ |
فَتًى كلَّ يَوْمٍ تحتَوي نَفْسَ مالِهِ | رِمَاحُ المَعالي لا الرُّدَيْنِيّةُ السُّمْرُ |
تَباعَدَ ما بَينَ السّحابِ وبَيْنَهُ | فَنائِلُها قَطْرٌ ونائِلُهُ غَمْرُ |
ولَوْ تَنزِلُ الدّنْيا على حُكْمِ كَفّهِ | لأصْبَحَتِ الدّنْيا وأكثرُها نَزْرُ |
أراهُ صَغيراً قَدْرَها عُظْمُ قَدْرِهِ | فَما لعَظيمٍ قَدْرُهُ عِندَهُ قَدْرُ |
مَتى ما يُشِرْ نحوَ السّماءِ بوَجهِهِ | تَخِرّ لهُ الشِّعرَى ويَنخسِفِ البَدْرُ |
تَرَى القَمَرَ الأرْضِيَّ والمَلِكَ الذي | لهُ المُلْكُ بعدَ الله والمَجدُ والذّكرُ |
كَثيرُ سُهادِ العَينِ من غيرِ عِلّةٍ | يُؤرّقُهُ في ما يُشَرّفُهُ الفِكْرُ |
لَهُ مِنَنٌ تُفْني الثّنَاءَ كأنّما | بهِ أقسَمَتْ أن لا يؤدَّى لها شُكْرُ |
أبا أحْمَدٍ ما الفَخْرُ إلاّ لأهْلِهِ | وما لامرىءٍ لم يُمسِ من بُحترٍ فخرُ |
هُمُ النّاسُ إلاّ أنّهُمْ من مكارِمٍ | يُغَنّي بهِمْ حَضْرٌ ويحدو بهم سَفْرُ |
بمَنْ أضرِبُ الأمثالَ أمْ من أقيسُهُ | إليكَ وأهلُ الدّهرِ دونَكَ والدّهرُ |