أرى ذلك القرب صار ازورارا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أرى ذلكَ القُرْبَ صارَ ازْوِرارَا | وَصارَ طَوِيلُ السّلامِ اختِصارَا |
تَرَكْتَنيَ اليَوْمَ في خَجْلَةٍ | أمُوتُ مِراراً وَأحْيَا مِرارَا |
أُسَارِقُكَ اللّحْظَ مُسْتَحْيِياً | وَأزْجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارَا |
وَأعْلَمُ أنّي إذا ما اعتَذَرْتُ | إلَيْكَ أرَادَ اعْتِذاري اعتِذارَا |
كَفَرْتُ مَكارِمَكَ البَاهِرا | تِ إنْ كانَ ذلكَ مني اخْتِيارَا |
وَلَكِنْ حَمَى الشّعْرَ إلاّ القَليـ | ـلَ هَمٌّ حَمَى النّوْمَ إلاّ غِرارَا |
وَما أنَا أسقَمْتُ جسمي بِهِ | وَلا أنَا أضرَمتُ في القلبِ نَارَا |
فَلا تُلزِمَنّي ذُنُوبَ الزّمَانِ، | إلَيّ أسَاءَ وَإيّايَ ضَارَا |
وَعِنْدي لَكَ الشُّرُدُ السّائِرا | تُ لا يختَصِصْنَ منَ الأرْضِ دارَا |
قَوَافٍ إذا سِرْنَ عَنْ مِقْوَلي | وَثَبْنَ الجِبالَ وَخُضْنَ البِحارَا |
وَلي فيكَ مَا لم يَقُلْ قَائِلٌ | وَمَا لم يَسِرْ قَمَرٌ حَيثُ سَارَا |
فَلَوْ خُلِقَ النّاسُ منْ دَهرِهِمْ | لَكانُوا الظّلامَ وَكنتَ النّهارَا |
أشَدُّهُمُ في النّدَى هِزّةً | وَأبْعَدُهُمْ في عَدُوٍّ مُغَارَا |
سَمَا بكَ هَمّيَ فوْقَ الهُمومِ | فَلَسْتُ أعُدُّ يَسَاراً يَسَارَا |
وَمَنْ كنتَ بَحْراً لَهُ يا عَليُّ | لَمْ يَقْبَلِ الدُّرَّ إلاّ كِبَارَا |