يا ربة البيت الممنع جاره
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
يا ربة البيت الممنع جاره | وريبة الشرف العلي مناره |
ما بال قلبك لا يرق لهائم | أم ما لقلبي لا يقر قراره |
باعدت بين جفون صبك والكرى | حتى تساوى ليله ونهاره |
وحميت طير النوم ورد شؤونه | فالنوم لا يرد الجفون غراره |
إن كنت تنكر ما بقلبي من جوى | يلتاج في طي الضلوع أواره |
فاستشهدي الدمع السفوح بوجنتي | واستخبري الطيف النزوح قراره |
وحذار من شرر الحشا أن تسألي | فإذا قدحت الزند طار شراره |
تعس العذول أما درى أن الهوى | خفيت على أربابه أسراره |
إن كان أبطره السلو فإنما | سلوان مثلي في هواك تباره |
ما للسلو وللمشوق أتينني | من قلبه بغرامه سناره |
يا كعبة الحسن الذي قلبي له | مرمى الجمار وأضلعي أستاره |
مني بأيسر نائل تحي به | قلبا تقسم في الهوى أعشاره |
قالت وقد حذرت حبال مطامعي | لا ينكرن على الغزال نفاره |
لا تخدعن فإنني إنسية | والحسن يلعب بالنهى غراره |
أو ما ترى الملك ابن نصر يوسفا | أسدا وأنصار النبي نجاره |
ملك إذا دهم الردى ترك العدا | جزرا تجرر بالفلا أكساره |
نصر الجزيرة حيث لا مستصرخ | والباس دامية الشبا أظفاره |
وكفت شديد حروبها وجدوبها | كفا الجلال يمينه ويساره |
حتى إذا القحت حروب الجدب عن | أزل وغال جنابها إضراره |
فبكل أفق رائد لا يلتقي | لفظته عن ساحاتها أغواره |
والضرع أصبح منه بعد جفوله | جفت غضارته وغاض سماره |
عادت بمصفر القتاد لقاحه | واسترفدت عشر الفلاة عشاره |
والقوت قلص للنفاد ظلاله | والأزل قد شمل النفوس حصاره |
والمرجفون يلبدون عجاجة | رجما بغيب أخفيت أقداره |
حتى إذا قالوا تسعر ثاقب | عم السماء بلفحه استسعاره |
أذكى شعاع الشمس نار قرانه | وهو الذي رصدت له أدواره |
واحتل بيت الليث في آثاره | زحل وليث الغاب يرهب زاره |
والعلم علم الله جل جلاله | والعبد إدراك القصور قصاره |
وإذا الغني خفيت عليه مسالك | منه فكيف لغيره إبصاره |
بين النجوم تشبها ريح الصبا | والليل ينهب بالنسيم صواره |
والصبح قطع في فجاج شروقه | والأرض قصر أحميت أقطاره |
إذ أقبلت سحب الغمام حوافلا | فحثا يجلجل في الثرى مدراره |
وأنار شيب البرق عارض عارض | تحدى بأصوات الرعود قطاره |
فغزت عدو المحل في أحجاره | حتى إذا طفيت بهن جماره |
أخذت عليه شعابه ونقابه | جون الغمام فعفيت آثاره |
فاهتز نبت الأرض بعد سكونه | نشأ وفك من الرغام إساره |
واستأنف الروض اقتبال شبابه | فأظل من بعد المشيب عذاره |
وتسربل الريحان حلة سندس | رقمت جنوب جيوبها أزهاره |
وتتوجت زهرا مفارق دوحه | وتدرجت في حجره أبكاره |
لولا مقام للضراعة قمته | فمحا خطيات الورى استغفاره |
ما كان هذا الخطب مما ينقضي | وللج في آفاقها إعصاره |
يا أيها الملك المرجى والذي | شهدت بتقوى ربه أخباره |
كم موقف لك والقلوب خوافق | يهفو بأجرام الجبال وقاره |
في جحفل لجب تلاطم موجه | وطما بأثباج الظبا زخاره |
شغفت به بيض الصوارم في الطلا | وطما بأثباج الظبا زخاره |
أطلعت من شهب الرماح ثواقبا | في مأزق أخفى ذكاء غباره |
هيهات يجحد فضل مجدك جاحد | إن العلا علم وفخرك ناره |
وأدرت أفلاك السياسة فوقه | فافتر في ليل الخطوب نهاره |
إن أصبحت أرض الخلافة معدنا | فالناس تربته وأنت نضاره |
لا غرو أن طلعت فعالك أنجما | إن الهدى فلك عليك مداره |
حليته وحميت من أرجائه | فلأنت حقا صوره وسواره |
أبني عبادة إن فخر قد يمكم | تليت بفرقان الهدى أسطاره |
النصر لفظ أنتم مدلوله | والدين روض أنتم نواره |
والحلم لحظ أنتم أجفانه | والعلم قلب أنتم أنواره |
نصر النبوة فيكم مستودع | فهو النسيم وأنتم أسحاره |
القوم ظل الله بين عباده | حاط اليقين بهم فعز ذماره |
آوى لظلهم الهدى ولقبل ما | أردى الضلال بعزهم مختاره |
من كان أنصار النبي جدوده | فملائك السبع العلا أنصاره |
لله في إنجاز نصرك موعد | قد آن من إصباحه إسفاره |
دجت الخطوب فكنت نور ظلامها | خفي الرشاد فكنت أنت مناره |
فجوارح الإسلام أنت حياتها | حقا وصدر الدين أنت صداره |
فاهزز ظبا النصر العزيز فإن من | عاداك مطلول النجيع جباره |
قد عاذ ذو الإقدام منك بسلمه | ذعرا وأذعن رهبة جباره |
ذخرتك أحكام الإله لنصره | ونمتك من هذا الأنام خياره |
فارفع شعار الحق في علم الهدى | حتى يقر على النجوم قراره |
وانعم بمقتبل السعود فإنما | يجري القضاء بكل ما تختاره |
في مصر قلبي من خزائن يوسف | حب وعير مدائحي تمتاره |
حليت شعري باسمه فكأنه | في كل قطر حله ديناره |