خذوا حديث غرامي عن ضنا بدني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خذوا حديث غرامي عن ضنا بدني | أغنى لسان الهوى عن دمعي اللسن |
إذا استقل محل السر محتملا | عن الضمير فهل يبقى سوى العلن |
وخبروني عن قلبي ومالكه | فربما أشكل المعنى على الفطن |
من ذا الذي ترهب الأبطال صولته | زيد الفوارس أم سيف بن ذي يزن |
وما جفون إذا سلت صوارمها | تجاذبت مهج الأقران من قرن |
هذا الذي سلب العشاق نومهم | أما ترى عينه ملأى من الوسن |
تفرق الحسن إلا في محاسنه | ويلاه من فتن جمعن في فنن |
إذا الصبابة عاطتني مدامتها | فما فؤادي على سر بمؤتمن |
أمسى غرامي بذاك القد يوهمني | أن اعتلال الصبا شوق إلى الغصن |
أعيا اللوائم سمعي غير لائمة | للشيب مالت إلى عيني عن أذني |
حتى إذا ما تناهى العذل عن كلفي | قامت إلي بنات الدهر تعذلني |
فما ثنت ناظري عن منظر حسن | حتى أرتني مكاني من أبي الحسن |
وكيف يخشى جناني مس حادثة | وقد جعلت صفي الدين من جنني |
فتى يجاوز بالآمال غاياتها | حتى ترى في المنى ما ليس في المنن |
المشتري الحمد غضا من معادنه | يغضي على الغبن فيه لا على الغبن |
يعتد بذل عطاياه لطالبها | من الفروض عليه لا من السنن |
حتى كأن خطوط الكف من يده | كتاب وقف على الإحسان والمنن |
يولي وينسى الذي أولاه محتقرا | كأن ما كان من نعماء لم يكن |
أرى الوفود رباع الجود عامرة | من بعد ما وقفوا منها على دمن |
إذا احتبى الحلم في حضن رياسته | رأيت عقد الحبى منه على حضن |
معترك الوفد هذا قد قضى عللا | من راحتيه وذا في ساحة العطن |
تمده من بني العجلان مأثرة | بمثلها فخرت قيس على اليمن |
قوم إذا ناظروا عن سرح جارهم | تكلمت ألسن الخطية اللدن |
تجول أسيافهم في قلب من وتروا | مجالها موهنا في أعين البدن |
إذا تهادوا بها في البرك آونة | شفوا نحول الظبي من ذلك السمن |
إذ لا ترد ذراها عن قوائمها | ولا تحامي عن اللبات باللبن |
ترى القوائم تبدي في أكفهم | مباسم الجود بين السيف والسفن |
كأنهم عندما جاد الزمان بهم | تخيروك له جودا على الزمن |
فلا تعفت سبيل من مكارم | أصبحت من نهجها إلا على سنن |
يا ناصح الدولة الإحسان مرتهن | على الثناء وهذا ما على الرهن |
والعيد عندي كيوم عاد ذاهبه | وإنما فعله من فعلك الحسن |
فاحرز به حبرات الحمد مطرحا | ما يصنع القوم في صنعاء أو عدن |
من اللواتي إذا غالى الكرام بها | في موطن لم يراعوا مبلغ الثمن |
غراء إذ حللت من معشر أجنا | فربما عاقدت قوما على الأجن |
كأنها بعد إعلان الضمير بها | لا تستخير سوى الأسماع من وطن |
ترى البصائر في صافي بلاغتها | ما في سواها من الأقذاء والدرن |
والشعر مرآة عقل يستدل بها | على موازنة الألباب والفطن |
فلا تغرك أشباح معطلة | فإنما الشعر مثل الروح في البدن |