أقدك الغصن أم الذابل
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أقدك الغصن أم الذابل | ومقلتاك الهند أم بابل |
سحران هذا طاعن ضارب | وتلك فيها خبل خابل |
واكبدي من فارغ لم يزل | لي من هواه شغل شاغل |
ظبي متى خاتلته قانصا | رجعت والمقتنص الخاتل |
لمته أم أرقم هائج | وصدغه أم عقرب شائل |
وطرفه الفاتك أم لحظه | ذا سائف طورا وذا نابل |
يشرب كأسا طلعت في يد | كوكبها في قمر آفل |
كأنه والجام في كفه | بدر الدجى في شفق ناهل |
غصن النقا يحمل شمس الضحى | يا حبذا المحمول والحامل |
أسمر كالأسمر من لحظه | له سنان جيده العامل |
ملاحة بالبخل مقرونة | كل مليح أبدا باخل |
إذا نأى مثله في الكرى | هواه فهو القاطع الواصل |
أشكو ضنى جسمي إلى خصره | وكيف يشفي الناحل الناحل |
ينكر ما ألقاه من صده | وأي فعل ماله فاعل |
من لي على البعد بميعاده | وإن لواني ديني الماطل |
وكيف لي بالوصل من طيفه | وذو الهوى يقنعه الباطل |
أرى دماء الأسد عند الدمى | انظر من المقتول والقاتل |
من كل لاهي القلب من ذاهل | به فسل أيهما الذاهل |
يا صاح ما أحلى مذاق الهوى | لو كان فيه عاذل عادل |
ما لي لا ألحظ عين المها | إلا دهاني سربها الخاذل |
وماله ينفر من لمتي | كأنه من أسد جافل |
ما زال ينسي نأيه هجره | حتى لأنسى عامه القابل |
قضية جائرة مالها | غير مجير الدين مستاصل |
وكيف أخشى من لطيف الحشا | ظلما وتاج الدولة الدائل |
كثر حسادي حتى لقد | تنبه الهاجد والغافل |
وكاد يعطي في نداه الصبا | لو أن شيبا بالندى ناصل |
القائد الخيل مغافيرها | يزأر فيها الأسد الباسل |
مشمر للبأس عن ساقه | والجيش في عثيره رافل |
ماض فما أورد صادي القنا | إلا تروى الأسل الناهل |
يناهز الأعداء من عرفه | غاز بأنفال العلى قافل |
لم ينج من سطوته عاند | ولم يخب في ظله آمل |
يزجي الندى حتى إذا ما اعتدى | فالدم من سطوته هاطل |
ما ساجلته المزن إلا انثنى | مستحييا من طله الوابل |
لا يتناهى فيض معروفه | وأي بحر ماله ساحل |
سما به نابه آبائه | حين أسف النسب الخامل |
وامتاز بالعلم على أهله | وهل يساوي العالم الجاهل |
يا محيي العدل ويا مسرف | البذل فأنت الجائر العادل |
يا أنصت الناس إلى حكمة | يقبلها من سمعه قابل |
علا بك الفضل ذرى همة | عن غرة الشعرى لها كاهل |
لولا سنا فضلك يجلو الدجى | ما عرف المفضول والفاضل |
ولم يغامر جودك المقتفي | ولم يجانب مجدك العادل |
فهل المحامد ضامنات عنك لي | معنى على هذا البيان بيانه |
وهي القوافي ما تناظر بالندى | إلا وقام بفضلها برهانه |
ما كان بيت فضيلة في فارس | إلا ومن عربيتي سلمانه |
فمن يكن خص بمعروفه | فأنت من إحسانه شامل |
بوركت من غيث إذا ما همى | روض منه الأمل الماحل |
إن هزك العزم فيا طالما | أرهف منك الصارم القاصل |
سيف متى أم نفوس العدى | صمم والنصر بها كافل |
فكنت كالشمس سمت إذ سمت | ونورها في أفقها ماثل |
وأين ينأى من قلوب الورى | من حبه في كلها نازل |
فابق حيا ينبت روض المنى | وأين من أفعالك القائل |
ودم فما دمت منار الهدى | فللمعالي سنن سابل |