هذا الذي ولدت له الأفكار
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هذا الذي ولدت له الأفكار | وتمخضت فألا به الشعار |
وجرت له خيل النهى في حلبة | وردت وصفو ضميرها المضمار |
وأتت به نذر القوافي برهة | إن القوافي وحيها إنذار |
حكمت لسيفك بالممالك عنوة | حكما لعمري ما عليه غبار |
يا أيها الملك المطيل نجاده | بر بدين بهديه الأبرار |
يا ابن السيوف وهل فخرت بنسبة | إلا سما بك قائم وغرار |
فارقت دار الملك غير مفارق | لك من علاك بكل أرض دار |
في عسكر يخفي كواكب ليله | نقع فيطلعها القنا الخطار |
جرار أذيال العجاج وراءه | وأمامه بك جحفل جرار |
تدني لك الغايات أكبر همة | نورية همم الملوك كبار |
حتى ملأت الخافقين مهابة | دانت لعظم نظامها الأقطار |
وملكت سنجارا وما من بلدة | إلا تمنى أنها سنجار |
وبسطت بالأموال كفا طالما | طالت بها الآمال وهي قصار |
وجرت بأمداد الجياد شعابها | جري السيول وما عداك قرار |
وثنى الفرات إلى يديك عنانه | والبحر ما اتصلت به الأنهار |
وما ملكت رحبة مالك فتبرجت | منها لعينك كاعب معطار |
جاءتك في حلل الربيع وحليها | قبل الربيع شقائق وبهار |
نثرت عليك هوى القلوب محبة | وتود لو أن النجوم نثار |
فأقمت كالشمس المنيرة إن نأت | عن أفقها فلها به أقمار |
من كان نور الدين ثم أجنه | ليل السرى حفت به الأنوار |
تدعو البلاد إليك ألسنة الظبي | فتجيبك الأنجاد والأغوار |
حتى عمدت الدين يا ابن عماده | بقنا أسنتها عليه منار |
وقفلت من أسفار جدك قادما | كالصبح نم بثغره الإسفار |
يغشى البصائر نور وجهك بعد ما | اعتركت على قسماته الأبصار |
حتى عمرت بكل قلب صدره | حين الصدور في القلوب قفار |
إن تمس في حلب رياحك غضة | فلها بأنطاكية إعصار |
وغدت جيادك بالشآم مقيمة | ولها بأطراف الدروب مغار |
همم سبقت بها إلى مهج العدى | صرف الردى ومسيره إحضار |
وأرى صياح القمص كان خديعة | فطغى وجار وليس ثم وجار |
سأل الصنيعة غير محقوق بها | والخير يهدم ما بنى الختار |
حتى إذا ما غبت أقدم عاثيا | إقدام من لم يدن منه قرار |
أمضى السلاح على عدوك بغيه | بالغدر يطعن في الوغى الغدار |
فاحسم عناد ذوي العناد بجحفل | كالليل فيه من الصفيح نهار |
جند على جرد أمام صدورها | صدر عليه من اليقين صدار |
قد بايع الإخلاص بيعة نصرة | ولكل هادي أمة أنصار |
ملك له من عدله ووفائه | جيش به تستفتح الأمصار |
وإذا الملوك تثاقلت عن غاية | وأرادها حفت به الأقدار |
وإذا انتضته إلى الثغور عزيمة | قامت مقام جنوده الأخبار |