لك الله إن حاربت فالنصر والفتح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لك الله إن حاربت فالنصر والفتح | وإن شئت صلحا عد من حزمك الصلح |
وهل أنت إلا السيف في كل حالة | فطورا له حد وطورا له صفح |
سقيت الردينيات حتى رددتها | ترنح من سكر فحل القنا تصحو |
وما كان كف العزم إلا إشارة | إلى الحزم لو لم يغضب السيف والرمح |
وقد علم الأعداء مذيت جانحا | إلى السلم ما تنوي بذاك وما تجو |
إذا ما دمشق ملكتك عنانها | تيقن من في إيليا أنه الذبح |
متى التفت نقع الجحفلين على الهدى | فلا مهمة يحوي الضلال ولا سفح |
إذا سار نور الدين في الجيش غازيا | فقولا لليل الإفك قد طلع الصبح |
تركت قلوب الشرك تشكو جراحها | فلا زالت الشكوى ولا اندمل الجرح |
صبرت فكان الصبر خير مغبة | فسيق إليك الملك يسعى به النجح |
كأن القنا تجلو له وجه أمره | ولو أمهلت بلقيس ما غرها الصرح |
بدولتك الغراء أصبح ضدها | بهيما ولولا الحسن ما عرف القبح |
وكم من قريح القلب لو بات واردا | موارد هذا العدل ما مسه قرح |
سخابك هذا الدهر جودا على الورى | على أنه ما زال في طبعه شح |
وقد كان يمحو رسم كل فضيلة | ونحن نراه اليوم يثبت ما يمحو |
بك ابتهج الألباب وانتهج الحجا | وأثمرت الآداب وأطرد المدح |
ولاذت بك التقوى وعاذت بك العلا | ودانت لك الدنيا وعزبك السرح |
فلا قلب إلا قد تملكته هوى | ولا صدر إلا قد جلاه لك النصح |
وما الجود في الأملاك إلا تجارة | فمن فاته حمد الورى فاته الربح |
ولم أختصر ما قلت إلا لأنني | أعبر عما لا يقوم به الشرح |