أوطن القلب من هواكم فريق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أوطن القلب من هواكم فريق | ما لصرف النوى عليه طريق |
كلما امتد بيننا أمد البين | تدانى هؤاكم الموموق |
طول عهدي بكم يضاعف وجدي | وكذا يفعل الشراب العتيق |
خفقت لي وللنجوم قلوب | بعدكم ما أطاعهن خفوق |
حجب الدمع مقلتي فعداها | أن ترى ما يروقها ما تريق |
وأرى البعد في الصبابة كالقرب | فقلبي على الزمان مشوق |
ولآلي دموع عيني طواف | فلما ذا غواصهن غريق |
لا يرع في يد الفراق زمان | مر لي من وصالكم مسروق |
حيث غصن الشباب غض وريق | وتحايا المدام عض وريق |
وغرامي لا يستدل به الطيف | ولا تهتدي إليه البروق |
ومغاني دياركم مثل مغنى فيه | معنى من الهوى مطروق |
والليالي مثل الغواني إذا أسفرن | لم تدر أيها المعشوق |
في زمان تضاعفت لعميد الملك | في ظله علي الحقوق |
لو شهدتم صبابتي لعلمتم | أن قلبي بحبكم معذوق |
أو وقفتم على غلوي فيكم | قام لي عندكم بذلك سوق |
رابني بعدكم زماني فلا الأيام | بيض ولا الربيع أنيق |
ورأيت الرحيق يجلب همي | أفحالت عن السرور الرحيق |
أسلمتني إلى الأسى فهي في الكأس | رحيق وفي فوادي حريق |
وبلوت الورى قياسا إليكم | فاستمرت على قياسي فروق |
وتصفحت بعدكم شيم الناس | وفيها الصريح والممذوق |
يعد الدهر باللقاء فيسليني | ويروي أخباركم فيشوق |
سانحات يكاد يتهم السمع | عليها قلب عليكم شفيق |
ويعاطيني الغرام أفاويق | هواكم فما أكاد أفيق |
غير أني أهيم شوقا إذا هب | نسيم بنشركم مفتوق |
قد ملكتم قلبي وسرحتم جسمي | فواها أنا الأسير الطليق |