- السنوسي حبيب - |
*** |
الكاهنُ الذي يرتِّلُ الضوء |
وتسيلُ من أكمامه الأغنياتُ والمواجيد |
الكاهن / المفازيّ |
العربيدُ صديقُ الأيائل |
الفجريُّ ذو (الكُفْرة) |
المولعُ بالتعاويذ والشعر |
الظانُّ بالصحراء ظنَّ السوء |
الكاهنُ إياه |
يقايضُ (القبلي) بـ (ليبو) مكيَّفة |
ويهجسُ بالبارا سيكولوجي |
وطبعةٍ غير منقحّة لألف ليلة وليلة. |
*** |
- المهدي الحمروني - |
كائنُ الرمل ينكشُ اللوحة |
يخرجُ إلينا / نحن الصغار كنا نراه: |
تظلله سماءٌ من عصافير |
وبحيرةٌ من عشقٍ تمشي معه. |
أتذكرُ - الآن تحديداً - |
كان يكوي قميص الوقت بدفء الأغنيات |
أتذكر ، يزرِّرُه بالقصائد |
أتذكر ، يرتِّبُ ياقته ببهجة الموسيقى |
أتذكر - غداً - |
أن آخر مرةٍ رأيته |
كان يهشُّ العصافيرَ نحو السماء |
وينفضُ عن يديه البحيرة. |
*** |
- سوزان عليوان - |
لأن الله لا لونَ له |
ولا الملاكَ أبيضُ |
ولأن زرقةَ السماءِ إمعانٌ في مكيدة البحر |
يرتبكُ الطفلُ مركوناً في الضوء القليل |
يهذي : |
البيتُ خشب |
الوطنُ عارٍ ، |
باللهِ عليك ، ماذا يفعلُ مَنْ حين يقرأُ ، يبكي؟! |
*** |
- منصور أبو شناف - |
.. ولسببٍ ما |
تحفُّني مشيئةُ المطر |
وأتورَّمُ بذاكرة النبيذ |
للنديم الشتائي الذي يستأنفُ هدوئه |
ويقلِّبُ حطبَ الكلام |
كلّما جسَّ الرفاقُ قلقَ الموسيقى |
حين "يا دارة دوري فينا" |
ورقص الجارة الرومانية العجوز |
.. |
واللهِ إنني أمشي في الهواء الأكثر بساطة |
وأكتشفُ أن روحي مجرد أسانسير معطوب ! |
*** |
- جاكلين سلام - |
يدُ الشعر |
تهشُّ غبار الحرب |
عن نافذة الصديق |
تقتنصُ غيمة المسرّة لمقتبل الحزن |
وتغسل عن جبينه تعب النهار |
قال وهو يصعدُ في مطر الكلام : |
إني أراني أبصرُ قمرا |
إني أراه فوق رأسي |
وتشربُ العصافيرُ منه ! |
*** |
- موسى حوامدة - |
غباريون |
ويتكاسرُ فينا جمرُ القصيدة |
نعدُّ لها ما استطعنا من الحب |
ومن صهيل الشوق |
والقلبَ نطعمُها حنوَّه ، والأصابع |
لسهوها نرفِّفُ الأضلاع متكأً |
والعمرَ نهَبُهُ أرجوحةً لدلالها |
نؤاخيها ، |
فتصلبنا في شجرٍ أعلى |
*** |
- مفتاح العمّاري - |
بيروقراطيةُ العالم |
لن تمنعنا من ارتجال الرصيف |
ومصافحة قصيدة في هواءٍ عام |
ربما غيمةٌ خفيفةُ الروح |
تُهندِسُ موعداً لحديثٍ جِدّيٍ |
بين شاعرٍ ونصٍ مؤجَّل ! |
ربما صباحٌ مشغول يقترحُ على البحر |
تبديلَ جدولِ دوامه ! |
ربما شرطي مرور يطارِدُ حلماً مراهقاً |
تجاوز الإشارة الحمراء في شارعٍ مزدحم ! |
ربما أشياء كثيرة ، |
أثناء ذلك - هو ذا نصٌ بأسره |
يجلسُ وحيداً في ضوءٍ خفيف |
يغني ويشربُ القهوة ! |
*** |
- محيي الدين اللاذقاني - |
الغرفة رقم (35) |
باذخةٌ جداً / لا شك |
وغيرُ عادي على الإطلاق |
أن تشعرَ السيدةُ البدينة |
بأية رغبةٍ في الوحوحة – مثلاً - |
أو ضيقٍ في التنفس |
وهي تُرضِعُ أطفالها الأربعة ، |
ما بالُ فتاها الخامس إذاً |
يركضُ في ردهات الفندق ، يصرخ : |
أوكسجين.. أوكسجين ؟! |
*** |
- جميل حمادة - |
قَلَقٌ أقل |
لا اطمئنانٌ أكثر |
أعرف ، |
يبدو ذلك في ارتباك نظارتك |
واحتدام خصلتيكَ النافرتين |
وشغبِكَ الأنيقِ المُحاوِلِ - أحياناً - |
استعارة رزانةٍ مُفترَضة ، |
لا كأستاذنا الكهل حين: |
Shut your mouth please, |
They are my students |
بل تلك التي: "أوكى ، بس حاكمّل النكتة". |
.. |
ماشي ، |
مربكٌ جداً أن ندوخَ بين الجمرة والعسل |
وتخذلنا غزالاتُ الحمادة الحمراء |
إلى ذلك الحد ! |
مربكٌ أن يغمدَ رياض الريّس |
- ولأي سببٍ كان - |
أحلامنا في جيبه ويمضي |
لكن الأشد إرباكاً أن يتأهه (وهبة) اللعين |
يذكرني: |
يا أخي أحبك بقرف !! |
أحبك باشمئزاز !! |
*** |
- محمد بن الأمين - |
وأنا إلى المدينة |
عصافيرٌ تنثرُ ريشَها في فِضّة السماء |
وأنا إلى البحر |
أسماكٌ يعضُّها الماءُ تطيرُ فوق موجٍ أحمر |
وأنا إلى الجبل |
رأسُهُ يثقبُ شاشَ غيمتي |
وأنا إلى الموسيقى |
روحُها تكادُ تصغي إليَّ |
وأنا إلى الحقل |
أبي يحدثني عن أبيه |
ويصارحني بخوفه على مستقبل ذاكرتي |
وأنا إلى الأصدقاء |
لا أجدُ أحداً |
فيما أعودُ إلى البيت |
تنفتحُ في قلبي شوارعُ الليل |
فأركضُ أركضُ في البكاء |
*** |
- صلاح حسين الحداد - |
هو شهوةُ العطش |
في زمن الرماد |
هي شهقةُ الحريق |
في جوف المهبّ |
هي احتباسُ الدمع |
في أحداق الغيم |
هو دهشةُ السنابل |
في انفلات الجدب ، |
لِمرَّةٍ |
إن يختلطَ شاعرٌ بقصيدته |
إلى هذا الحد ، |
يذُوْقَا معاً نشوة الإله |
بخمرة التوحُّد |
*** |
- عبد الوهاب قرينقو - |
لا لا لا.. |
لا تخمد ، استيقظ |
غنِّ / ارقص / نطِّط / اجهش |
نصُّكَ أنِرْه ، ارخِهِ يطير |
ثم إنكَ ستدخلُ النار |
وسأخبرُكَ حينها كيف صدمني "فيربر" |
مع أنني - واللهِ - كنتُ حيادياً |
ولم يخطر ببالي أصلاً أن أقارنه بـ "جولدينغ" |
في "سيد الذباب" ! |
اليوم سأقرأُ صديقي كافكا وأكتبُ الشعر |
لن يتعهَّرَ إلا الزمن ! |
نصُّكَ أنِرْه ، حرِّره |
دعه ينحازُ لنا ، وللنار |
أما الموز ، فلِلـ..... ! |
*** |
- العجيلي الأمين - |
أكادُ أسمعُكَ تنصِتُ إليه |
صوته المنسول من وحشة البراري |
تخصُّه الفيافي بعنعنات الغربي |
ونبرة الطلح الحزين |
أكادُ أراكَ ترمقُ ظلاله |
الصافنة كأشباح الرتمات |
في ليلٍ صحراوي |
محفوفٍ بمكائد الجن وتعاويذ الخفائيين |
أيها المنذورُ لنارك |
تأبط هشيمكَ المجروح بالريح |
واذهب في موتكَ الحي |
وحين صليلُ الأجراس يأخذُ جوفكَ المقرور |
عانِق الحجر |
واعلم قد أُحِيطَ بك |
وأنكَ في بكاءِ الأنبياء ! |
*** |
- محمد زيدان - |
ملطَّخٌ أنتَ بهذا البكاء |
كأسوأ ما يكون |
وبمنتهى السذاجة |
يستمرُ حدوثُ العالم ! |
.. |
يستمر |
.. |
ي |
س |
ت |
م |
ر |
. |