أكرِمْ بياضَكَ عن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أكرِمْ بياضَكَ عن خِطرٍ يُسَوِّدُهُ، | وازْجُرْ يَمينَكَ عن شَيبٍ تُنَقّيهِ |
لَقيتَهُ بجَلاءٍ عَنْ مَنازِلِهِ، | ولَيسَ يَحْسُنُ هذا مِنْ تَلَقّيه |
ألا تفكّرْتَ، قبلَ النّسلِ، في زَمَنٍ | بهِ حلَلْتَ، فتَدري أينَ تُلقيهِ؟ |
تَرجو لَهُ من نَعيمِ الدّهرِ ممتَنعاً، | وما علمتَ بأنّ العيشَ يُشقيه |
شكا الأذى فسهرْتَ اللّيلَ، وابتكرَتْ | بهِ الفَتاةُ إلى شَمطاءَ تَرقيه |
وأُمُّهُ تَسألُ العَرّافَ، قاضيَةً | عَنهُ النّذورَ، لَعَلّ اللَّهَ يُبقيه |
وأنتَ أرشَدُ منها حينَ تَحمِلُهُ | إلى الطّبيبِ، يُداويهِ ويَسقيه |
ولو رقَى الطّفلَ عيسَى، أو أُعيدَ له | بقراطُ، ما كان من موتٍ يوقّيه |
والحَيُّ في العُمرِ مثلُ الغِرّ، يَرقأُ في | سُورِ العِدى، وإلى حتَفٍ تَرَقّيه |
دَنّستَ عِرْضَكَ، حتى ما ترى دنساً، | لكنْ قَميصُكَ، للأبصارِ، تُنقيه |