أوانيَ هَمٌّ، فألقَى أواني،
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أوانيَ هَمٌّ، فألقَى أواني، | وقد مَرّ في الشّرْخِ والعُنفُوانِ |
وضَعْتُ بُوانيَّ في ذِلَّةٍ، | وألقَيتُ، للحادِثاتِ، البُواني |
ثوانيَ ضيفٌ، فلَم أقْرِهِ | أوائلَ من عَزْمتي، أو ثواني |
فَيا هِندُ! وانٍ، عن المكرُما | تِ، من لا يُساوِرُ بالهُندَواني |
زوانيَ خَوْفُ المَقامِ الذّميـ | ـمِ، عن أن أكونَ خليلَ الزّواني |
روانيَ صَبري، فأضحتْ إليّ | عيونٌ، على غَفلاتٍ، رواني |
عواني قضاءٌ، دُوينَ المُرادِ، | وما بِكرُ شأنِكَ مثلُ العَوان |
وهلْ جعلَ الشائماتِ الوَميضَ | تَوانيَ، غَيرُ اتصالِ التّواني؟ |
فما، لرِكابكَ، هذي، الوُقوفِ | عَدَا حادييها، الذي يَرْجُوان |
حَوانيَ للوِرْدِ أعْناقَها، | وما عَلِمَتْ أيَّ وقتٍ حَواني |
ولم يَلْقَ، في دَهرِهِ، أجرَبيٌّ | هَوانيَ، فَلْيَنْأ عَنّي هَواني |
وعنديَ سِرٌّ بَذِيُّ الحَديثِ، | كنَتْ عَنهُ في العالمينَ الغواني |
إذا رَملَةٌ لم تَجىءْ بالنّباتِ، | فقد جَهِلَتْ إن سقَتها السّواني |
جريتُ معَ الدّهرِ جريَ المُطيعِ، | بَينَ اللَّياحيّ والأُرجُواني |
كأنّيَ في العَيشِ لدْنُ الغُصو | نِ، مَن شاءَ قَومَني أو لَواني |
ولا لَونَ للماءِ، فيما يُقالُ، | ولكنْ تلوُّنُهُ بالأواني |
وفي كلّ شرٍّ، دعتْهُ الخطوبُ، | شَواسعُ مَنفَعَةٍ، أو دَواني |
وأجزاءُ ترْياقِهِمْ لا تَتِمُّ، | إلاّ بجُزْءٍ مِن الأُفْعُوان |
فَلا تَمدَحاني يَمينَ الثّناءِ، | فأحْسنُ من ذاكَ أن تَهجُواني |
وإنّيَ، من فِكرَتي والقَضا | ءِ، ما بينَ بحرَينِ لا يَسجُوان |
وإنّ النّهارَ، وإنّ الظّلامَ، | على كلّ ذي غَفلَةٍ يَدْجُوان |
وكَيفَ النّجاءُ، وللفَرقَدينِ | فَضلٌ، وآلَيتُ لا يَنجُوان |
فلَم تَطلُبا شيمتي ناشِئَينِ، | وعَمّا لَطَفْتُ لَهُ تجفُوان |
فإنْ تَقْفُوَا أثَري تُحْمَدا؛ | وإنْ تَعرِفا النّهجَ لا تَقفُوان |
وقد أمرَ الحِلمُ أن تَصفَحا، | ونادى بلُطْفٍ: ألا تَعفُوان؟ |
فلَن تَقذَيا باغتِفارِ الذّنوبِ، | ولَكنِ بغفرانِها تَصفُوانِ |
ولولا القَذى طِرْتُما في الهواء، | وفي اللُّجّ أُلفيتُما تَطفُوان |
فكُونا معَ النّاسِ كالبارِقَينِ، | تَعُمّانِ بالنّورِ، أو تَخفُوان |
فلَمْ تُخْلَقَا مَلَكَيْ قُدْرَةٍ، | إذا ما هَفا الإنسُ لا تَهفُوان |
ألَمْ تَرَنا عُصُرَيْ دَهْرِنا، | يؤودانِ بالثّقلِ، أو يأدوان؟ |
وما فتىءَ الفَتَيانِ، الحَياةَ، | يَرُوحانِ بالشرّ، أو يَغدُوان |
عدُوّانِ، ما شَعَرا بالحِمامِ، | فكَيفَ تَظنُّهُما يَعدوان؟ |
ألا تَسمَعُ، الآنَ، صَوتَيهما، | بكلّ امرىءٍ فيهما يحدُوان؟ |
وما كَشفَ البَحثُ سرّيْهِما؛ | وما خِلتُ أنّهما يَبدُوان |
وكمْ سَرَوا عالَماً أوّلاً، | وما سَرُوَا، فمتى يَسرُوان؟ |
وبينهما أهلكَ، الغابرينَ، | ما يقرِيانِ، وما يقرُوان |
إذا ما خَلا شَبَحي منهُما، | فَما يُقفِرانِ، ولا يَخلُوان |
قَلَينا البَقاءَ، ولم يَبرَحا | بنا، في مَراحِلِهِ، يقلُوان |
وكم أجلَيَا عن رجالٍ مَضَوا؛ | وأخبارُ ما كانَ لا يَجلُوان |
كَما خُلِقا غَبَرَا في العُصو | ر، لا يَرْخُصانِ ولا يَغلُوان |
تَمُرُّ وتَحلُوا لَنا الحادِثاتُ، | وما يَمقَرانِ ولا يَحلُوان |
إذا تَلَوَا عِظَةً، فالأنا | مُ لا يأذَنونَ لما يَتلُوان |
مُغِذّانِ بالنّاسِ، لا يلغُبانِ، | وسَيفانِ للَّهِ لا يَنبُوانِ |
ولو خُلِقا مثلَ خَلقِ الجيادِ، | رأيتَهما، في المدى، يكبُوان |
لعلّكُما، إن تَهُبّ الصَّبا، | إلى بلَدٍ نازحٍ تَصبُوان |
فَلا رَيبَ أنّ الذي تُحبيا | نِ، أفضلُ منهُ الذي تَحبُوان |
فَعِيشا أبِيّيْنِ للمخزِيا | تِ، مثلَ السّماكَينِ لا تأبُوان |
إذا شَبّتِ الشِّعريانِ الوَقودَ، | فَفي الحكمِ أنّهُما تخبُوان |
وكونا كريمَينِ بَينَ الأنيـ | ـسِ، لا تنمُلانِ، ولا تأثوان |
إذا الخِلُّ أعَرضَ لم تُلفَيا، | لسوءِ أحاديثِهِ، تنثُوان |
وإنْ لم تَهيلا، إلى مُعدِمٍ، | طَعاماً، فيَكفيهِ ما تحثُوان |
وجَهلٌ مُرادُ كما في المَقيظِ، | عَهداً من الوَردِ والأقحُوان |
وما الحادِيانِ سوى الجُندَبَيـ | ـنِ، في حرّ هاجرَةٍ ينزُوان |
وما أمِنَ البازِيانِ القِصاص، | وأن يُؤخذا بالذي يبزُوانِ |
فإنْ تُهْمِلا كلَّ ما تَخزُنانِ، | فلَم يأتِ بالخَزْيِ ما تَخزُوانِ |
ولا تُوجَدَا أبَداً كاهِنَينِ، | تَروعانِ قَوماً بما تخزُوان |
ونُصّا، إلى اللَّهِ، مَغزاكما، | فذلكَ أفضَلُ ما تَغزُوان |
ولا تَعزُوَا الخَيرَ إلاّ إلَيهِ، | فيَجني الشّفاءُ بما تَعزُوان |
وإنْ عُرّيَتْ كاسياتُ الغُصو | ن، فلتكسُ بالدّفء من تكسُوان |
وضنّا بعُمرِكما أنْ يَضيعَ، | ولا تُفْنِيا وقتَهُ تَلهُوان |
بذِكرِ إلهِكُما، فأبَها، | لعَلّكُما بالتّقَى تبهُوان |
فيا رُبّ طاهي صِلالٍ يَبيتُ، | متّخِذاً طَعمَهُ، يطهُوان |
وسيرَا، وساعَينِ، في المَكرُمات | تِ، لا تدْلُجانِ ولا تقطُوان |
مَطا بِكُما قَدَرٌ، لا يزالُ | جديداهُ، في غفلَةٍ، يَمطُوان |
فوَيْحٌ لخاطِئَتيْ مارِدٍ، | تَنُصّانِ في ما لهُ تخطُوَان |