لا أحمد الدمع إلا حين ينسجم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا أحمد الدمع إلا حين ينسجم | فخل دمعك يسقي الربع وهو دم |
أما ترى الحي قد زمت ركائبه | وصاح بالبين حادي الركب بينهم |
وفي حشا الهودج المزرور شمس ضحى | تنور للركب من أنوارها الظلم |
بيضاء فضلها في الحسن خالقنا | فأصبحت وهي في الأرواح تحتكم |
سكرى من الدل لكن ما بها سكر | سقيمة اللحظ لكن ما بها سقم |
كروضة الحزن في رأد الضحى خطرت | بها الصبا حين روت تربها الديم |
ليست تزور وإن زارت لنم بها | برق من الثغر يبدو حين تبتسم |
بانوا فأي بدور عنهم غربت | بمغرب وغصون ضمها إضم |
وللظباء وأسد الغيل ما ضمنت | تلك البراقع يوم البين واللثم |
وخلفوا الدنف المشتاق منطويا | على جوانح مشبوب بها الضرم |
يرعى كواكب ليل لا براح لها | كأن إصباحه في الناس منه هم |
يزيدني اللوم فيهم لوعة بهم | كالنار بالريح تشتري وتضطرم |
فما تغيرني الأقداح دائرة | ولا تحركني الأوتار والنغم |
مالي وللدهر أرضيه ويسخطني | واستجد له مجدا ويهتدم |
تقلدتني لياليه مولية | كما تقلد نصل السيف منهزم |
إن يخف عن أهل دهري كنه منزلتي | فالصبح عن بصر العميان منكتم |
ولم يزل مرتقى الأقدام سامية | فيه وتستسفل الهامات والقمم |