أحاط بورد وجنته الجني
مدة
قراءة القصيدة :
13 دقائق
.
أحاط بورد وجنته الجني | بنفسج خط عارضه الطري |
وجال وشاحه في الخصر منه | مجال الوهم في السر الخفي |
وجاذب حقفه غصن قصيف | فيا ويح الضعيف من القوي |
يؤاخذ طرفه بالذنب قلبي | فيا جور السقيم على البري |
يفيد العاقل اليقظ التغابي | ليدرك في الغنى حظ الغبي |
ولم تصب السهام على اعتدال | بها لولا اعوجاج في القسي |
فقل للدهر يقصر عن عنادي | أما هو يتقي بأس التقي |
حلفت برب مكة والمصلى | وثاوي ترب طيبة والغري |
لأنتم يا بني أيوب خير الورى | بعد الإمام المستضي |
العيش إذا وصلت ما أحلاه | والأفق إذا طلعت ما أضواه |
صل ذا سقم رجاك أن تبراه | إن أنت هديته فما أهداه |
في خدك يا مكتم الأهواء | والريقة من سلافة الصهباء |
أشياء قد اجتمعن في أشياء | خد وفم ومقلة نجلاء |
كم في طلب الراحة قلبي يتعب | كم في حرم الأمن فؤادي يرعب |
بالجد أدين والهوى بي يلعب | كل صعب وهجركم لي أصعب |
يا صبري حسن غلبة قد غلبك | يا لبي سحر لحظة قد سلبك |
يا قلب على النار هواه قلبك | أرداك فقل بأي ثأر طلبك |
كم يخلب سحر مقلتيه خلبك | ما أطيب في لعب هواه غلبك |
ما كنت معرضا لبلوى قلبقك | لو كنت تطيق حفظه من غلبك |
يا لاح أما مللت من تهذيبي | قد لاح العذر فكم تهذي بي |
صدقتك في النصح فدع تكذيبي | ما أعذب في هواهم تعذيبي |
لا غرو إذا تنفس المكروب | فالوجد على فؤاده مشبوب |
من ينجده وصبره مغلوب | ما أسعد من يسعده المحبوب |
ناديت الراح قال قبل شفتي | أفدي شفة لسقم قلبي شفت |
ناديت الجور قال هذي صفتي | ما أطيب عيشتي به لو صفت |
زارت وتعطفت وبالوعد وفت | بالوصل لمن أسقمه الهجر شفت |
أقررت لها بذنب وجدي فعفت | ما أسعد ليلة بها لي سلفت |
لا أشرح ما فيك من الوجد لقيت | لولا أمل الوصل لما كنت بقيت |
صلني لسعادتي فبالهجر شقيت | يا حب كفيت شر ما بي ووقيت |
ما أشوقني إلى ليال سلفت | نفسي أسفا على مناها تلفت |
وحشا مهجتي برغمي حلفت | من بعدكم لأنسها لا ألفت |
عيني سعدت ومهدتي قد شقيت | من يرحم مهجتي لما قد لقيت |
ما أسلمني لو أن نفسي وقيت | روحي تلفت ولوعتي قد بقيت |
حتام إلى المحب لا تلتفت | والسقم به تصعب عنه الصفة |
ما ضرك لو شفته تلك الشفة | لا يحسن لا يجمل هذا العنت |
كم أصبر والعمر مع الدهر يفوت | كم أعرض عن نطق عذولي بسكوت |
إن هب نسيمكم فللروح يقوت | أحيا وأموت ثم أحيا وأموت |
مولاي إلى هواك أشكو بثي | إرحم ضعفي وجد بعطف وارث |
ضدان هما سهولة في وعث | برئي سقمي فيك وموتي بعثي |
كانوا حفظوا العهد فلم قد نكثوا | ساروا عجلا وساعة ما مكثوا |
كم قد حلفوا لي وأراهم حنثوا | كانوا بعثوني بسلام بعثوا |
كم قد حلفوا لي وأراهم حنثوا | شبوا نارا وهم بقلبي شبثوا |
يا من بنسيم وصلهم أنبعث | قد جد هواكم فماذا العبث |
قد جد هوام مذ بقلبي عبثوا | واشتد بلائي مذ لعهدي نكثوا |
روحي قصوا ومهجتي قد بعثوا | والبعث بكتبهم إذا ما بعثوا |
كم يوسعني رحيب صدري حرجا | كم تنقصني حظوظ فضلي درجا |
قد حرت بما أرى لأمري فرجا | كم من تعب قارب يأسا ورجا |
ما أحسن ما كنت بكم مبتهجا | أرجو طيبا وأستطيب الأرجا |
عودوا دنفا بذكركم ملتهجا | أمسى فرجا من الهموم الفرجا |
الآس على وردك من سبحه | والقلب على وجدك من هيجه |
أفدي بأبي حسنك ما أبهجه | من أعجزه الوصل فما أزعجه |
يا بدر دجى أدر لنا شمس ضحى | راحا تهدي إلى النفوس الفرجا |
لا تلح على سكر غرام طفحا | ما حيلة من لو قلبه صح صحا |
يا صاح أما تعلم أني صاحي | صحوي تعبي وراحتي في الراح |
أهبب ظلم الليل بذا المصباح | فالراح بها تكامل الأرواح |
ما أعلم ما أقول للنصاح | ما يأمل في الهوى فلاحي اللاحي |
أقصر لأطيل سكرتي يا صاح | لا صلحك ممكن ولا إصلاحي |
الشوق على القلب شديد البرح | والقلب يجل شوقه عن شرح |
صبرا فعسى سماؤه أن تضحي | لا بد لكل ليلة من صبح |
ما تعلم ما حقيقة الأفراح | ما لم تصف السكر بشرب الراح |
إشرب وأملأ براحها أقداحي | فالراح تعيد حدة الأرواح |
ذا حظك من أي كتاب نسخا | فالعقل عليه شرعه قد نسخا |
سل من تهواه عقد صبري فسخا | لم شح بوصله وبالطيف سخا |
ذا الحسن أمات كل حسن ونسخ | والبدر إذا طغا على النجم رسخ |
بخ لك يا معذب المهجة بخ | من دل بحسنه تعالى وشمخ |
الشوق لعقد صبره قد فسخا | والهم لشرع أنسه قد نسخا |
لولا شغف بقلبه قد رسخا | ما شح بوصله وبالطيف سخا |
في قلبي من شوقك حزن وكمد | لم يبق على الغرام للقلب جلد |
الشوق كما بليت لم يبل أحد | عذب بسوى هجرك فالهجر أشد |
يا من بالوصل طال لي موعده | لو أسعدني لطاب لي مورده |
حتام تقول في غد أسعده | فالدهر أراه ليس يغني غده |
الورد مبشر بطرد الورد | والقهوة ...... الورد |
الكاس تحاكي زردا في سرد | .................. |
كم قد حضر الراح وغاب الورد | حتى عدم الراح فناب الورد |
لما عبق الراح وطاب الورد | قلنا جمد الراح وذاب الورد |
اسمع ما قال عندليب الورد | والبلبل في الروض خطيب الورد |
الشرب على الورد نصيب الورد | فالحسن أن يضيع وقت الورد |
ما أعلم حكم بينكم كيف نفذ | أعطاني وحشتي وللأنس أخذ |
إن أرهف حده لقتلي وشحذ | فالموت من الحياة في الهجر ألذ |
يا فجر أفيك أبتلى بالهجر | يا هجر سلبتني ضياء الفجر |
صبري فان ودمع عيني يجري | يا قلبي جل فيك منه أجري |
من خط لنا على عذار القمر | خطا بجماله افتتان البشر |
هبه بيدي تبرؤا من خطري | يا ناظره السقيم ما أنت بري |
يا غلبك من صدودك النار النار | يا غلبك ليس لي على النار قرار |
يا غلبك في هواك عقلي قد حار | من يأخذ منك للمعنى بالثار |
يا قلب لقد غرك بالحسن غرير | القلب من الحديد والجسم حرير |
حلو وصدوده كبلواك مرير | يا طرف متى تكون بالوصل قرير |
ما أطيب في وصاله أسحاري | ما أوضح في عذاره إعذاري |
ما أسكرني وطرفه خماري | ما أسعدني وهو على إيثاري |
من رصع حول خدك المحمر | يا قوتك بالزمرد المخضر |
جد لي برحيق درك المفتر | فالخمرة تستباح للمضطر |
كم يقتلني بطرفه الغماز | كم يأنف للعزة من إعزازي |
كم مطل بالديون ذا إعواز | ما أبعد وعده من الإنجاز |
لما نظر الطرف إلى الدر أزي | من سهم جفون حبي القلب عزي |
ما أسعدني لو كنت بالمحترز | من عيني فالقلب من العين رزي |
تفاح الخد من حماه بالآس | يقظان بعينيه من الغنج نعاس |
ناديت وقد تاه من العجب وماس | ما الاسم فقال لا من الوصل إياس |
هبت سحرا فهيجت وسواسي | نشوى خطرت عليلة الأنفاس |
أهدت أرج الرجاء بعد الياس | ما أحسن بعد وحشتي إيناسي |
مولاي تريد أن يقول الناس | هذا رجل خالطه وسواس |
حالان كلاهما لجرحي ياسو | إما طمع فيك وإما ياس |
كم أذكره وهو لعهدي ناسي | كم آمله وهو يريني ياسي |
بالله ترون منصفا في الباس | من أجلي يستكين هذا الناسي |
كم أذكر من أراه للعهد نسي | كم أحسن في الحب إليه ويسي |
فالقلب من الرضا به يأتسي | لا بد لكل ظلمة من قبس |
لمح لحاجتي حذار الواشي | فافتر ورده بطرف خاشي |
أخفي سري وهو بدمع فاشي | لولا الواشي لكنت خلو الجاشي |
البعد من الحبيب قد أدهشني | والشوق إلى زلاله أعطشني |
ما إن فقد عثرت أن تنعشني | ما أوحشني بعدك ما أوحشني |
الدهر بيننا لسهميه يريش | والجاش بنار وجده البرح يجيش |
إن طشت فذو الحلم من الشرب يطيش | من فارقه الروح ترى كيف يعيش |
ما من أحد يزيد إلا نقصا | إرحم أسفي وداو هذي الغصصا |
لم تلق فديت مثل قلبي قنصا | الشوق أطاع فيك والصبر عصى |
يا من هو في الظلام كالبدر يضي | إرحم دنفا سيم هوانا فرضي |
ما أبلغ منيتي وأقضي غرضي | المسقم أنت من يداوي مرضي |
يا من سلب الفؤاد أين العوض | لا بان بكيده لك المعترض |
أصميت وقلما أصيب الغرض | الجوهر أنت والأنام العرض |
يا قلب عليه لا تكن معترضا | ما يأمره فكن له معترضا |
إن كان رضاه في دمي فهو رضا | لا بد من الرضا بما الرب قضى |
إن ضيعني فإنني أحفظه | أرضيه بطاقتي ولا أحفظه |
قد نام الحظ فمن يوقظه | قد أفلح من حبيبه يلحظه |
أشرفت فلا تكن غليظا فظا | لا أقبل قط في حبيب وعظا |
القلب مذ استشار فيه اللحظا | لم يترك للسلو فيه حظا |
الدهر ببيننا كثير الولع | مغرى بشتات شملنا المجتمع |
قد سد علي فيك باب الطمع | يا بدر ترى يعشقك الدهر معي |
ما أوقعني في الحب غير الطمع | ما أسعدني لو كنت بالمقتنع |
مولاي لقد عذبتني بالخدع | كالسهم مع الغر وكالقوس معي |
الحب بلية جناها الطمع | ينضر به الفتى ولا ينتفع |
فالغر بلمعه له ينخدع | والشاطر في شباكه لا يقع |
شيطان هواك مولع بالبزغ | والعذل عليك في الحشا كاللدغ |
ويلاه من العذار حول الصدغ | والعاجم من سواد ذاك الصبغ |
يا صاح على الصب إلى كم تبغي | دع لومك لي فإنني لا أصغي |
سمعي لسوى حديث وجدي ملغي | إلا لحبيب قلبه لا يبغي |
ما أكمل حسنه وما أطرفه | ما أفتر لحظه وما أضعفه |
ما أنحف خصره وما أهيفه | من قال هو البدر فما أنصفه |
الورد بخديك متى أقطفه | والغصن لعطفيك متى أعطفه |
والشهد بفيك أشتهي أرشفه | من لم يذق السكر لا يعرفه |
هل يتفق الملاح والعشاق | أم تصطلح القلوب والأحداق |
لم يؤت الحظ قلبي المشتاق | والدهر حظوظ أهله أرزاق |
ما أعلم والحظوظ كالأرزاق | لم ضن بنظرة على المشتاق |
كم أحجب والشمس من الإشراق | لا يحجب نورها على الآفاق |
هل أنت كما كنت على الميثاق | لم ملت إلى تلون الأخلاق |
من بعدك ما أظن أني باقي | لا رغبة في الحياة للمشتاق |
الصبر عليك ستره منهتك | يا من بحبال وده أمتسك |
هذا قلبي أعز ما أمتكل | عذبه فما عليك فيه درك |
أفتاك أبو حنيفه أم مالك | هل تقتلني كأنني من مالك |
ما يحسن بالحسان ما يفعله | هواك وأنت بالجفا تقتله |
أخلى لك قلبه فكم تشغله | ما أسعد من حبيبه يقبله |
في حبك يا ظلوم حالت حالي | ما العاطل في هواك مثل الحالي |
يلجأ سفها عليك خل خالي | ما هام هوى بحسن ذاك الخال |
من بلبل صدغ قاتلي من سلسل | من أودع ثغره رحيقا سلسل |
من غلغلني في حبه من سلسل | يا عاذل إن جهلت ما بي سل سل |
كم أنتظر النجاز من وعدكم | كم أرتقب الحفاظ في عهدكم |
بالله أجيروني من بعدكم | ما أمل أن أعيش من بعدكم |
الطرة والجبين صبح وظلام | والريقة والوجنة ورد ومدام |
والحاجب والمقلة قوس وسهام | هذا صنم وفيته للإسلام |
ما البدر كمن هويت حسنا وسنا | لا يعرف في هواه طرفي وسنا |
غصن عطف القلب عليه وثنا | دع عذلك قد رضيته لي وثنا |
لا زار خيال طيفكم أحيانا | وهنا فأقام ساعة أحيانا |
غبتم فحنا رقادي الأجفانا | نمتم وسهرت أينا أجفانا |
أفدي سكنا بربع قلبي سكنا | من أجل ثناياه عبدت الوثنا |
ينوى ظعنا فيورث القلبق ضنى | قد أودعنا السقام مذ ودعنا |
يا من أدعو فيستجيب الدعوى | هل يحسن بي إلى سواك الشكوى |
أنت المبلي فكن مزيل البلوى | ما يسعد للضعيف إلا الأقوى |
أوهى جلدي بعقد خصر واهي | أصمى كبدي بسهم لحظ ساهي |
بالخد معذبي حبيب لاهي | لا يلجيء من هواه غير الله |
إن كنت تريد يوسف الحسن فهو | لا أعرف في الأنام من يشبهه |
العسجد لا يجوز فيه الشبه | والخالص بالرديء لا يشتبه |
القلب على غرامه قد آلى | أن ليس يطيع في هواكم آلا |
يا من أضحى ودادهم لي آلا | هذا جسدي إلى البلى قد آلا |
من علم أعطف الغصون الميلا | من صير قلبي رهن هم وبلا |
من سمع .... لسعي العدلا | ما آن بأن تميل من قولك لا |
قولا لمنى إسما عيلا | أنعم بنعم أطلت إسماعي لا |
شغلت جوائي بالهوى تشغيلا | أدرك رمقي فإن صبري عيلا |
إقنع لتقر بالقضا مرتضيا | لا بعدئذ من مطمع مقتضيا |
لولا طلب البدر من الشمس ضيا | ما كان زمان نوره منقضيا |
لما اضطرمت على يدي ساقيها | فارتاع لها فهم أن يلقيها |
قدمت إليه الماء كي يطفيها | ألقاه بها فزاد نار فيها |
يا غاية بغيتي ويا أولاها | يا سيد سادتي ويا أولاها |
يا آخر منيتي أولاها | ما أنصف من يقتلني قد لاها |