عفا الله عنكم عن ذوي الشوق نفسوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عفا الله عنكم عن ذوي الشوق نفسوا | فقد تلفت منا قلوب وأنفس |
ألم تعلموا أني من الشوق موسر | ألم تعلموا أني من الصبر مفلس |
ظننتم بعيني أنها تألف الكرى | فهلا بعثتم طيفكم يتجسس |
عذاب فيكم عذب | وقتلي لكم حل |
وهذا الدمع قد أعرب | عن شوقي فاستملوا |
وهذا الدين قد حل | فلم ذا الوعد والمطل |
أعيذوني من الهجر | فهجرانكم قتل |
هبوا لي لقية منكم | فبالأرواح ما تغلو |
وإن شئتم على قلبي | وسلوانكم دلوا |
لفقد الملك العادل | يبكي الملك والعدل |
فأين الكرم العد | وأين النائل الجزل |
وقد أظلمت الآفاق | لا شمس ولا ظل |
ولما غاب نور الدين | عنا أظلم الحفل |
وزال الخصب والخير | وزاد الشر والمحل |
ومات البأس والجود | وعاش اليأس والبخل |
وعز النقص لما هان | أهل الفضل والفضل |
وهل ينفق ذو العلم | إذا ما نفق الجهل |
وإن الجد لا يسمن | حتى يسمن الهزل |
ومذ فارق أهل الخير | ماضم له شمل |
وكاد الدين ينحط | وكاد الكفر أن يعلو |
على قلبي من الأيام | في خفتها ثقل |
وقد حط على الكره | من الهم به رحل |
ومن صلتبه في الدهر | أضحى وهو لي صل |
تولى دوني الدون | وأبقى العز لي عزل |
وأولى بي من الحلية | ما بينهم العطل |
وماذا ينفع الأعين | من بعد العمى كحل |
ولولا الملك الصالح | ماشدوا ولا حلوا |
ولما أن زكا النجر | زكا في الكرم النجل |
وجاء الفرع بالمقصود | لما ذهب الأصل |
وجود البعض كما لكل | إذا ما فقد الكل |
وليث الغاب إن غاب | حمى موضعه الشبل |
وما كان لنور الدين | ولا نجله مثل |
توكلت على الله | إذا ضافت بي السبل |
وعلقت بحبل الله | كفي فهو الحبل |