عفا الله عنكم مالكم أيها الرهط
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
عفا الله عنكم مالكم أيها الرهط | قسطتم ومن قلب المحب لكم قسط |
شرطتم له حفظ الوداد وخنتم | حنانيكم ما هكذا الود والشرط |
جعلتم فؤاد المستهام بكم لكم | محطا فعنه ثقل همكم حطوا |
إذا كنتم في القلب والدار قد نأت | فسيان من أحبابه القرب والشحط |
ثوى همه لما ثوى الوجد عنده | مقيما وشط الصبر في جيرة شطوا |
وأرقه طيف طوى نحوه الدجى | وقد كاد جيب الليل بالصبح ينعط |
تشاغلتم عنه وثوقا بوده | كأن رضاكم عن محبكم سخط |
جزعت غداة الجزع لما رحلتم | وأسقطني من بينكم ذلك السقط |
ملكتم فأنكرتم قديم مودتي | كأن لم يكن في البين معرفة قط |
فدت مهجتي من لا يذم لمهجتي | إذا حاكمته وهو في الحكم مشتط |
يريك ابتساما عن شتيت مقبل | كأن نظيم الدر ألفه السمط |
وما كنت أدري قبل سطوة طرفه | بأن ضعيفا فاترا مثله يسطو |
وهب أن بالقرطين منه معلق | لذنب الهوى قلبي فلم علق القرط |
وأهيف للإشفاق من ضعف خصره | محل نطاق للقلوب به ربط |
على قربه في الحالتين محسد | من الثغر والشعر الأراكة والمشط |
بوجنته نور المدامة مشرق | ومقلته نشوى وفي فيه إسفنط |
تزين عذاريه كتابة حسنه | ومن خاله في وجنتيه لها نقط |
فؤادك خال يا خليلي فلا تلم | فؤادا سباه الخال والخد والخط |
يلازم قلبي في الهوى القبض مثلما | يلازم كف الناصر الملك البسط |
مليك حوى الملك العقيم بضبطه | كريم وما للمال في يده ضبط |
ومولى سرير الملك حف بشخصه | كما حف بالإنسان من ناظر وسط |
مليك لنجم النجح من أفق عزه | سنا ولطير السعد في وكره قحط |
إذا لثمت أيدي الملوك فعنده | مدى الدهر إجلالا له تلثم البسط |
لنوم الرعايا وادعين سهاده | إذا وادعوا الأملاك في نومهم غطوا |
أكف ملوك العصر لا وكف عندها | وكف المليك الناصر البحر لا الوقط |
عطايا نقود لا نسايا فكلها | تعجل لا وعد هناك ولا قسط |
أغر لكف الكفر كف ببأسه | كما لفقار الفقر من جوده وهط |
أياديه غر وهي غير مغبة | وإحسانه غمر وليس له غمط |
يحب ضجيج الشاكرين إذا دعوا | ويهوى سؤال المعتفين إذا أطوا |
ويعبق عرف العرف والسقط عنده | وند الندى لا البان والرند والقسط |
إلى طوله المعروف طول يد الرجا | وفي بحر جدواه لآمالنا غط |
صنائعه ربط الكرام وإنها | لوفد أياديه المصانع والربط |
يمر ويحلو حالة السخط والرضا | فنعمته دأب ونقمته فرط |
من القوم تلقاهم عن النكر إن دعوا | بطاء وإن يدعوا إلى العرف لا يبطلوا |
هم رضعوا در الحجى في مهودهم | أما جد وانضمت على السؤدد القمط |
يصبون فيما يقصدون فكم رموا | بسهم الثراء المملقين فلم يخطوا |
متى يقدروا يعفوا وإن يعدوا يفوا | وإن يبذلوا يغنوا وإن يسألوا يعطوا |
يصيب الذي يصبو إلى قصد بابهم | في غير هذا القصد يخطي الذي يخطو |
وما أسعد الملك الذي نحو بابه | مطايا بأبناء الرجاء غدت تمطوا |
وما روضة غناء حسنا كأنما | لوارفها من نسج نوارها مرط |
إذا قادني للنرجس النضر ناضر | تلاه عذار للبنفسج مختط |
وللورد خد للحياء مورد | وللبان قد جيده أبدا يعطو |
تلوح به الأشجار صفا كأنها | سطور كتاب والغدير لها كشط |
تغني على أعوادها الورق مثلما | يرتل للتوراة ألحانها سبط |
كأن سقيط الطل عبرة مغرم | وبارقة من نار لوعته سقط |
ترى لمحيا الشمس من هامر الحيا | لثام حياء دونه ليس ينحط |
بأزكى وأذكى منك حسنا وإنما | بحسناك لا بالروض للعائذ الغبط |
لك الصدر والباع الرحيبان في العلى | وذاك المحيا الطلق والأنمل السبط |
لراجيكم ماء البشاشة والندى | جميعا وحظ الحاسد النار والنفط |
عنالك طوعا نيل مصر ودجلة العراق | ودان العرب والعجم والقبط |
وللنيل شط ينتهي سيبه به | ونيلك للراجين نيل ولا شط |
وعفوك ورد والجناة جناته | وبيضك شوك في العداة لها خرط |
عدوك مثل الشمع في نار حقده | له عنق إصلاح فاسده القط |
فداؤك ممتد المطال محجب | وحاجبه للكبر والعجب ممتط |
فداؤك قوم في الندي وفي الندى | وجوههم سهم وأسهمهم مرط |
لتبك دما عين العدو فقد جرى | على الأرض من أوداجه دمه العبط |
منعت حمى الإسلام للنصر معطيا | غداة عوت من دونه الأذؤب المعط |
وصلت وكم فرجت عنا ملمة | بسهم الرزايا في الكرام لها لهط |
بعودك عاد الحق واتضح الهدى | وهب نسيم النصر وانفرج الضغط |
وأنت أجرت الشام من شؤم جاره | ولم يكف رهط الكفر حتى بغى رهط |
أجرت وقد جاروا ودنت وقد عدوا | وصلت وقد خاروا ولنت وقد لطوا |
فلا يعبأ المولى بمن ملء جأشه | هوى وبقوم حشو جيشهم زط |
كثير تعديهم قليل غناؤهم | وهم ولا أصابوا رشدهم همل رهط |
عدلت فلا ظلم وطلت فلا مدى | وقلت فلا مين وجدت فلا قحط |
فميز مكان المخلصين فإنما الأعادي | أناس في رؤوسهم خلط |
وقرب وليا صح فيك ضميره | ولا يأمن التمساح من دأبه السرط |
نبا بي مقام الجاهلين فعفته | وقد نضنضت للنهش حياته الرقط |
هم منعوا رفدي قبول ونائل | وذا وشل برض وذا أكل خمط |
وكم مطمع في خيره بشر وجهه | ومشتمل منه على شره الإبط |
لأبدى بلا عذر حظوظ فضائلي | نفار العذارى من عذار به وخط |
وجئتك ألقى العز عندك ملقيا | قلائد للأسماع من درها لقط |
أعرني جميلا واصطنعني واصف لي | جميلك حتى يشمت الحاسد الملط |
أعني فعين الفضل عان مقيد | بعقلة حرمان نداك لها نشط |
وأوعز بتشريفي ورسمي فإنه | لحمدي جزاء قد تقدمه الشرط |
إلام زماني لا يزال مسلطا | على نابه من أهله نابه السلط |
سعت نحوكم مني مطايا مطالب | لأنسعها في النجح عندكم مغط |
فدم ظافرا أبا المظفر بالعدى | حليف قبول لا يكون لها حبط |
بقيت ولا زالت عداك مفيدة | سعودا ولا تحسن صعودا ولا هبط |
ولو كنت جارا للمعري لم يقل | لمن جيرة سيموا النوال فلم ينطوا |