قد خطبنا للمستضيء بمصر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قد خطبنا للمستضيء بمصر | نائب المصطفى إمام العصر |
وخذلنا لنصرة العضد العاضد | والقاصر الذي بالقصر |
وأشعنا بها شعار بني العباس | ماستشرت وجوه النصر |
ووضعنا للمستضيء بأمر الله | عن أوليائه كل إصر |
وتركنا الدعي يدعو ثبورا | وهو بالذل تحت حجر وحصر |
وتباهت منابر الدين بالخطبة | للهاشمي في أرض مصر |
وجرى من نداه دجلة بغداد | بشطر ونيل مصر بشطر |
وقد اهتز للهدى كل عطف | مثلما افتر بالمنى كل ثغر |
فبجدواه زائل كل فقر | وبنعماه آهل كل فقر |
ونداء الهدى أزال من الأسماع | ماع في كل خطة كل وقر |
نشكر الله إذ أتم لنا النصر | ونرجو مزيد أهل الشكر |
ولدينا تضاعفت نعم الله | وجلت عن كل عد وحصر |
فاغتدى الدين ثابت الركن في مصر | محوط الحمى مصون الثغر |
واستنارت عزائم الملك العادل | نور الدين الكريم الأغر |
وبنو الأصفر القوامص منه | بوجوه من المخافة صفر |
عرف الحق أهل مصر وكانوا | قبله بين منكر ومقر |
هو فتح بكر ودون البرايا | خصنا الله بافتراع البكر |
وحصلنا بالحمد والأجر والنصر | وطيب الثنا وحسن الذكر |
ونشرنا أعلامنا السود مهرا | للعدى الزرق بالمنايا الحمر |
واستعدنا من أدعياء حقوقا | تدعى بينهم لزيد وعمرو |
والذي يدعي الإمامة بالقاهرة | انحط في حضيض القهر |
خانه الدهر في مناه ولا يطمع | ذو اللب في وفاء الدهر |
ما يقام الإمام إلا بحق | ما تحاز الحسناء إلا بمهر |
خلفاء الهدى سراة بني العباس | والطيبون أهل الطهر |
بهم الدين ظافر مستقيم | ظاهر قوة قوي الظهر |
كشموس الضحى كمثل بدور الثم | كالسحب كالنجوم الزهر |
قد بلغنا بالصبر كل مراد | وبلوغ المراد عقبى الصبر |
وتمام الحبور ما تم من خطبة | خير الخلائف ابن الحبر |
مهبط الوحي بيته منزل الذكر | بشفع من المثاني ووتر |
ليس مثري الرجال من ملك المال | ولكنما أخو اللب مثر |
ولهذا لم ينتفع صاحب القصر | وقد شارف الدثور بدثر |
لسوى نظم مدحه أهجر النظم | فما مدح غيره غير هجر |
وأرتنا له قلائد من | وبر ليست بجيد ونحر |
وبإنعامه تزايد شكري | وبتشريفه تضاعف فخري |
كم ثراء وقوة وانشراح | منه في راحتي وقلبي وصدري |
وعلي النذور في مثل ذا اليوم | وهذا يوم الوفاء بنذري |
واستهلت بوارق الأنعم الغر | به في حيا الأيادي الغزر |
نعش الحق بعد طول عثار | جبر الحق بعد وهن وكسر |
دام نصر الهدى بملك بني العباس | حتى يكون يوم الحشر |