بالجد أدركت ما أدركت لا اللعب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بالجد أدركت ما أدركت لا اللعب | كم راحة جنيت من دوحة التعب |
يا شيركوه بن شاذي الملك دعوة من | نادى فعرف خير ابن بخير أب |
جرى الملوك وما حازوا بركضهم | من المدى في العلى ما حرزت بالخبب |
تمل من ملك مصر رتبة قصرت | عنها الملوك فطالت سائر الرتب |
افخر فإن ملوك الأرض قاطبة | أفلاكها منك قد دارت على قطب |
فتحت مصر وأرجو أن تصير بها | ميسرا فتح بيت القدس عن كثب |
قد أمكنت أسد الدين الفريسة من | فتح البلاد فبادر نحوها وثب |
أنت الذي هو فرد من بسالته | والدين من عزمه في جحفل لجب |
في حلق ذي الشرك من عدوى سطاك شجا | والقلب في شجن والنفس في شجب |
زارت بني الأصفر البيض التي لقيت | حمر المنايا بها مرفوعة الحجب |
وإنها نقد من خلفها أسد | أرى سلامتها من أعجب العجب |
لقد رفعنا إلى الرحمن أيدنا | في شكرنا ما به الإسلام منك حبي |
شكا إليك بنو الإسلام يتمهم | فقمت فيهم مقام الوالد الحدب |
في كل دار من الإفرنج نادبة | بما دهاهم فقد بانوا على ندب |
من شر شاور أنقذت العباد فكم | وكم قضيت لحزب الله من أرب |
هو الذي أطمع الإفرنج في بلد الإسلام | حتى سعوا للقصد والطلب |
وإن ذلك عند الله محتسب | في الحشر من أفضل الطاعات والقرب |
أذلة الملك المنصور منتصرا | لما دعا الشرك هذا قد تعزز بي |
وما غضبت لدين الله منتقما | إلا لنيل رضا الرحمن بالغضب |
وأنت من وقعت في الكفر هيبته | وفي ذويه وقوع النار في الحطب |
وحين سرت إلى الكفار فانهزموا | نصرت نصر رسول الله بالرعب |
يا محيي الأمة الهادي بدعوته | للرشد كل غوي منهم وغبي |
لما سعيت لوجه الله مرتقبا | ثوابه نلت عفوا كل مرتقب |
أعدت نقمة مصر نعمة فغدت | تقول كم نكث لله في النكب |
أركبت رأس سنان رأس ظالمها | عدلا وكنت لوزر غير مرتكب |
رد الخلافة عباسية ودع الدعي | فيها يصادف شر منقلب |
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها | فالحزم عندي قطع الرأس كالذنب |