عمري لقد أعذر الدمع الذي وكفا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عمري لقد أعذر الدمع الذي وكفا | لو اشتفى من تباريح الأسى وشفى |
وما غناء دموع العين عن كبد | حرى ونضو يقاسي الليل ملتهفا |
يا بن الذين لأيديهم وأمرهم | ألقى الزمان قياد الذل معترفا |
ببأسهم قام دين الله منتصرا | من الحوادث والأعداء منتصفا |
أعزز على الدين والدنيا وأهلهما | خطب سما فارتقى من عزكم شرفا |
غصن من المجد عاذ المسلمون به | هبت عليه رياح النصر فانقصفا |
لله من قمر أسرى العفاة به | حتى إذا ما استوى في أفقه كسفا |
سما إلى جنة الفردوس معتليا | إذ لم يزل مستهاما بالعلا كلفا |
تلك المكارم والته فعلقها | حبا شهدت لقد أودى بها شغفا |
وسهم نصر تراع الحادثات به | أضحى بسهم المنايا والردى قذفا |
يا من رأى الجود يغشى نعشه شغفا | بالهم مرتديا بالحزن ملتحفا |
يدعوه حتى إذا أعيا محاورة | نادى فأسمع صم الصخر واأسفا |
وخلفوه لديه رهن ملحدة | حيران يلثم برد الترب مرتشفا |
مباريا لدموع المزن ما هتنت | ومسعدا لحمام الأيك ما هتفا |
قد كان من دون ذاك الغاب ليث وغى | أحمى العرين وفي تلك العلا خلفا |
فاختاره الله في الدنيا لكم فرطا | ذخرا وفي جنة المأوى لكم سلفا |
من بعدما اهتز سيف النصر في يده | وصال غضبان من دون الهدى أسفا |
وشمرت دون ذاك الملك عزمته | يود لو كر صرف الدهر أو زحفا |
واستشرفت أعين الأبطال ناظرة | أيان يركب درع الموت معتسفا |
والخيل قد نسجت سفلى سنابكها | من القتام على فرسانها كسفا |
كأنهم في لبوس السابغات ضحى | كواكب لبست من ليلها سدفا |
والبيض قد غشيت منهم سنا غرر | كأنها در بحر يسكن الصدفا |
فاسلم ولا زال شمل الكفر مفترقا | بالسيف منك وشمل الدين مؤتلفا |
واستقبل العيد مسرورا ولا برحت | تهدي الليالي إليك العز مؤتنفا |
وليهنك الفوز والزلفى وأنفسنا | يلقين من دونك التبريح والأسفا |