سلام على مستودع الروح والنفس
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سلام على مستودع الروح والنفس | وذخر غدي مما انتحبت له أمس |
بحيث تخطيت المنايا إلى المنى | وآنس وحشي بالفلا كرم الأنس |
وحيث اعتلى بالمعتلي صوت رائدي | مهلا إلى خمسي بأنمله الخمس |
وحيث سقى يحيى حياتي فأينعت | له من ثنائي زهرة الجن والإنس |
فمن يد أنفاسي إلى منتهى الدنا | ومن خط أقلامي إلى مطلع الشمس |
شوارد لولا حلم يحيى دنا بها | لجلت أدانيها عن الشم واللمس |
فكيف بأن أزري بها فأبيعها | كما زعم الواشون بالثمن البخس |
وكم فتقت في الأرض من وقر مسمع | وكم أنطقت بالحمد من ألسن خرس |
ثناء على من رد روحي روحه | وقرب أنفاس الحياة من النفس |
فهل أنا مسد لبس هجوي لمنعم | كساني فسدى من هجاء اسمه لبسي |
فأصبحت منه في حلى لو أفكتها | لطفت بها في الأرض تنضح بالرجس |
وهل أنا عني خالع تاج عرفه | فأهوي به في هوة الخسف والنكس |
كأني قد أنهجت لبسي من الهدى | وأصبحت من منهاج جدك في لبس |
وأنكرت حق الله فيكم مودة | على كل من أمسى على الأرض أو يمسي |
وحطي رحلي منك بين مكارم | يمزقن عني راكد الظلم الطمس |
وبحرك لي يختال بالخيل والمها | وبرك لي ينهل بالبر والأنس |
فمن ذا الذي من بعد أرضي ومشهدي | تخبطه شيطان ضغني من المس |
فدب بما لو سامني الخوف ذكره | لما جال في وهمي ولا دب من حسي |
ولو رد في الروح من قتل قاتل | لما بات من ذمي وعتبي على وجس |
وكيف بكفري من هدى وابن من هدى | أبوك ويمناك التي أثمرت غرسي |
وهبني ذممت العالمين فكيف لي | بذمي من أودعت راحته نفسي |
وإن اختلاق الغدر عني لحاسد | لأدنى له أن يصبغ الشمس بالنقس |
وإن أخا غسان عندي لذو يد | بك ابتاع مني شكرها غير ذي وكس |
غداة تجلى لي بذكرك فاجتلى | عروس ثنائي فيك مشهودة العرس |
فلم يلف صدري خامدا نار شوقه | إليك ولكن ضم قبسا إلى قبس |
ولا زادني في حفظ عهدك بسطة | سوى أن حفظ العلم أثبت بالدرس |
وطيب حديثي عنك صادف مصغيا | لأفصح مقتص وأربح مقتس |
فراسل نشري عنك شدوا بشدوه | ونادم حمدي فيك كأسا إلى كأس |
أياديك في أولى الزمان وإنها | لأدنى إلى ذكري ونشري من أمسي |
ليالي في مأواك أمني من الردى | وفي ظلك الممدود نشري من الرمس |
ومضجع طيب النوم في أمد السرى | ومشرب عذب الماء في منتهى الخمس |
فلا زال دين الله منك بمعقل | منيع وسمك الحق منك على أس |
ولا رمت الأقدار عنك معاندا | بأفوق مفلول الغرار ولا نكس |
ولا مات من والاك من غربة النوى | ولا عاش من عاداك من عثرة التعس |