لأمواهُ الشّبيبَةِ كيفَ غِضنَهْ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لأمواهُ الشّبيبَةِ كيفَ غِضنَهْ، | وروضاتُ الصِّبا كاليَبسِ إضنَهْ |
وآمالُ النّفوسِ مُعَلِّلاتٌ، | ولكنّ الحوادثَ يَعترِضنَه |
فَلا الأيّامُ تَغرَضُ من أذاةٍ؛ | ولا المُهَجاتُ، من عيشٍ، غرضنه |
وأسبابُ المُنى أسبابُ شِعْرٍ، | كُفِفْنَ بعلمِ ربّكَ، أو قُبضنه |
وما الظّبياتُ مني خائفاتٍ، | وردنَ على الأصائلِ، أو ربَضنَه |
فلا تأخُذ ودائعَ ذاتِ ريشٍ، | فَما لكَ أيّها الإنسان بِضنَه |
فراعِ اللَّهَ والْهَ عنِ الغَواني، | يَرُحنَ ليَمتَشطنَ ويَرتحضنَه |
وطِئنَ السّابريَّ وخُضنَ بحرَ النّـ | ـعيمِ، وهُنّ، في ذهبٍ، يَخُضنه |
وللسَّمُراتِ، في الأشجارِ، عيبٌ | إذا ما قالَ مُخبرُهنّ: حِضنَه |
نجائبُ لامرىءِ القيسِ بنِ حُجرٍ، | وَقصْنَ أخا البَطالَةِ، إذْ يَرُضْنَه |
وخَيلُ اللّهوِ جامِحَةٌ علَينا، | يُساقِطْنَ الفوارِسَ، إن رُكِضنه |
فَيا غَضّاً من الفتيانِ، خَيرٌ | من اللّحَظاتِ أبصارٌ غُضِضنَه |
فَفُضّ زكاةَ مالِكَ غَيرَ آبٍ، | فكلُّ جُموعِ مالِكَ يَنفَضِضْنَه |
وأعجَزُ أهلِ هذي الأرضِ غاوٍ، | أبانَ العَجزَ عن خمسٍ فُرِضنَه |
وصُمْ رمضانَ مُختاراً مُطيعاً، | إذِ الأقدامُ من قَيظٍ رَمِضنَه |
عُيونُ العالمينَ إلى اغتِماضٍ، | وما خِلتُ الكواكبَ يَغتَمِضْنَه |
وقدْ سرّ المَعاشرَ باقِياتٌ | من الأنباءِ، سِرْنَ ليَستِفضنَه |
أرى الأزمانَ أوعيَةً لذكْرٍ، | إذا بُسْطُ الأوانِ لَهُ نُفِضْنَه |
قد انقَرَضتْ ممالكُ آلِ كِسرى، | سِوى سِيَرٍ لهنّ سيَنقَرِضنَه |
فطِرْ إن كنتَ يوماً ذا جَناحٍ، | فإنّ قَوادِمَ البازي يُهَضنَه |
وكم طَيرٍ قُصِصنَ لغَيرِ ذَنبٍ، | وأُلزِمْنَ السّجونَ، فما نهَضْنَه |
متى عَرَضَ الحِجَى للَّهِ ضاقَتْ | مذاهبُهُ عليهِ، وإنْ عَرُضْنَه |
وقد كذَبَ الذي يَغدو بعَقْلٍ | لتَصحيحِ الشّروع، إذا مَرِضْنَه |
هيّ الأشباحُ كالأسماءِ، يجري الـ | ـقَضاءُ، فيرتَفِعنَ ويَنخَفِضْنَه |
وتلكَ غَمائمُ الدّنيا اللّواتي | يُسفّهنَ الحَليمَ، إذا ومَضْنَه |
غدَتْ حُججُ الكلامِ حَجا غديرٍ، | وشيكاً يَنعَقِدْنَ ويَنتَقِضْنَه |
لعَلّ الظّاعناتِ عن البرايا، | من الأرواحِ، فُزنَ بما استَعَضْنه |
وللأشياءِ عِلاّتٌ، ولولا | خطوبٌ للجُسومِ لمَا رُفِضْنَه |
وغارتْ، لانصرامِ حَياً، مياهٌ، | وكُنّ، على تَرادُفِهِ، يَفِضْنَه |