إذا لم تكُنْ دُنياكَ دارَ إقامَةٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
إذا لم تكُنْ دُنياكَ دارَ إقامَةٍ، | فَما لكَ تَبْنيها بناءَ مُقيمِ؟ |
أرى النّسلَ ذَنباً للفتى لا يُقالُهُ، | فلا تَنكِحَنّ، الدّهرَ، غيرَ عقيم |
فحالُ وحيدٍ لم يُخَلِّفْ مُناسِباً، | تُشابِهُ حالَيْ عامِرٍ وتَميم |
وأعجَبُ من جَهلِ الذينَ تكاثَروا | بمجدٍ لهم، من حادِثٍ وقَديم |
وأحلفُ، ما الدّنيا بدارِ كرامةٍ، | ولا عَمَرَتْ، من أهلِها، بكريم |
سأرْحَلُ عَنها، لا أُؤمّلُ أوبَةً، | ذميماً تولّى عن جِوارِ ذميم |
وما صَحّ ودُّ الخِلّ فيها، وإنّما | تَغُرُّ بودٍّ، في الحَياةِ، سقيم |
فَلا تَتَعَلّلْ بالمُدامِ، وإنْ تَجُزْ | إلَيها الدّنايا، فاخشَ كلَّ نديم |
وجدْتَ بني الدّنيا، لدى كلّ موْطنٍ، | يعدُّونَ فيها شِفَوةً كنَعيم |
يَزيدكُ فقراً، كلّما ازدَدتَ ثروةً، | فتَلقَى غَنيّاً في ثيابِ عَديم |
فَسادٌ وكونٌ حادِثانِ كلاهما | شَهيدٌ بأنّ الخَلقَ صنعُ حَكيم |