تصَدّقْ على الأعَمى بأخذِ يمينِهِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تصَدّقْ على الأعَمى بأخذِ يمينِهِ، | لتَهدِيَهُ، وامنُنْ بإفهامِكَ الصُّمَّا |
وإنشادُكَ العَوْدَ، الذي ضَلّ، نعيُه | عليكَ، فما بالُ امرىءٍ حيثما أمّا؟ |
وأعطِ أباكَ النَّصْفَ حَيّاً ومَيّتاً، | وفَضّلْ عليهِ من كَرامَتها الأُمّا |
أقلَّكَ خِفّاً، إذ أقَلّتْكَ مُثْقِلاً، | وأرضَعتِ الحوْلينِ، واحتَملَتْ تِمّا |
وألقَتكَ عن جَهدٍ، وألقاكَ لذّةً، | وضمّتْ وشمّتْ مثلما ضمّ أو شمّا |
وأحمدُ سمّاني كبيري، وقلّما | فعلتُ سوى ما أستَحِقُّ به الذّمّا |
تُلِمُّ اللّيالي شأنَ قومٍ، وإنْ عفَوْا | زَماناً، فإنّ الأرض تأكلهمْ لمّا |
يموتون بالحُمّى، وغَرْقَى، وفي الوَغى، | وشتى منايا، صادفت قدراً حُمّا |
وسهل على نفسي، التي رُمتُ حزنها، | مَبيتُ سهيلٍ للركائبِ مؤتَمّا |
وما أنا بالمَحزونِ للدّارِ أوحَشَتْ؛ | ولا آسِفٌ إثَر المطيّ إذا زُمّا |
فإنْ شئتمُ، فارموا سهوباً رحيبَةً؛ | وإن شئتمُ، فاعلُوا مناكَبها الشَّمّا |
وزاكٍ تردّى بالطّيالسِ وادّعى، | كذِمرٍ تَردّى بالصّوارِمِ واعتَمّا |
ولم يكفِ هذا الدّهرَ ما حَمَلَ الفتى | منَ الثّقلِ، حتى ردّهُ يحمِلُ الهَمّا |
ولو كان عقلُ النفس، في الجسم، كاملاً، | لما أضمَرَتْ، فيما يُلمُّ بها، غمّا |
ولي أملٌ قد شبتُ، وهو مصاحبي، | وساوَدَني قبلَ السّوادِ، وما همّا |
متى يُوِلكَ المرءُ الغَريبُ نَصيحَةً، | فلا تُقصِه، واحبُ الرّفيقَ، وإن ذمّا |
ولا تَكُ ممّنْ قرّبَ العَبدَ شارِخاً، | وضَيّعَهُ إذا صارَ، من كبرٍ، هِمّا |
فنعمَ الدّفينَ اللّيلُ، إن باتَ كاتماً | هواكَ، وبُعداً للصّباح، إذا نَمّا |
نهيتُكَ عن سهم الأذى ريشَ بالخنى، | ونصّلَهُ غيظٌ، فأُرْهِفَ أو سُمّا |
فأرسلتهُ يَستَنهضُ الماءَ سائِحاً، | وقد غاضَ، أو يستنضِبُ البحرُ إذ طمّا |
يُغادِرُ ظِمأً في الحَشا غَيرَ نافعٍ، | ولو غاضَ عَذباً، في جوانحهِ، اليمّا |
وقد يَشبِهُ الإنسانُ جاءَ لرُشدِهِ | بَعيداً، ويَعدو شِبهُهُ الخالَ والعمّا |
ولستُ أرى في مَوْلدٍ حُكمَ قائفٍ، | وكم من نَواةٍ أنبَتتْ سُحُقاً عُمّا |
رَمَيتُ بنَزْرٍ من مَعائبَ، صادِقاً، | جَزاكَ بها أربابُها كَذِباً جَمّا |
ضَمِنْتُ فؤادي للمَعاشرِ كلِّهمْ، | وأمسكتُ لمّا عظَموا الغارَ، أو خمّا |