شَعرٌ، كَساهُ الدّهرُ صِبغَةَ حاذِقِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
شَعرٌ، كَساهُ الدّهرُ صِبغَةَ حاذِقِ، | لوناً، أقامَ بحالِهِ لم يَنصُلِ |
شَبَحي، وإنْ نِلتُ الثّرَيّا، للثّرى | طُعْمٌ، وعُنصُرُ خَيرِنا كالعُنصُل |
والنّاسُ كلُّهُمُ بَغَى ما فاتَهُ، | وغَدا يُحاوِلُ مَطلَباً لم يَحصُل |
مُتَنَصِّلٌ من غيرِ ذَنبٍ فيهِمُ، | وأخو ذُنوبٍ ليسَ بالمُتَنَصِّل |
لو خُيّروا بَينَ الحَياةِ وغيرِها، | ما كانتِ الدّنيا اختيارَ مُحَصِّل |
وأرى الفَتى بلَغَ المَكارِمَ والعُلا | بالحَظّ، لا بسِنانِهِ والمُنصُل |
جِسمٌ يذُمُّ النّفسَ، وهيَ تَذمُّهُ، | في مُجمَلٍ، من أمرِها، ومُفَصَّل |
يَتَقاطَعونَ، وفي القَطيعةِ راحةٌ، | من بؤسِ عيشٍ، بالأذاةِ، مُوَصَّل |
تَلقى النّفوسُ حُتوفَها من مُظلِمٍ، | أو مُصبحٍ، أو مُظهِرٍ، أو مؤصِل |
فكأنّ رُوحَكَ لم يَحُلّ بشَخصِهِ، | والرّاح ما دَبّتْ لهُ في مَفْصِل |