دعِ الرّاحَ، في راحِ الغُواة، مُدارةً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
دعِ الرّاحَ، في راحِ الغُواة، مُدارةً، | يظنّونَ فيها حَنوَةً وقَرَنفُلا |
كأنّ شَذاها العِسْجَديَّ، بطَبعِهِ، | تَضَوّعَ هنديّاً، وأُودِعَ فُلفُلا |
تَريعُ لها أجنادُ إبليسَ، رَغبَةً، | وتَنفُرُ، جرّاها، المَلائكُ جُفَّلا |
يَضِنّ بها لمّا تطعّمَ شُربَها، | فليسَ بساخٍ أن يمجّ، ويتفُلا |
غفَلتُ، ومن غزوي قفلتُ بخيبَةٍ | ولم يَعدُني ريبُ الحوادثِ مُغْفِلا |
ولم أقضِ فرْضاً في مِنًى وبِلادِها؛ | وكم عاجزٍ قد زارَها متنَفِّلا |
ووسّعتُ دُنياكم على مَن سَعى لها، | فَما أنا آتٍ، للمَعاشرِ، مَحفِلا |
سوى أنّ خطّاً في البَسيطَةٍ، ضَيّقاً، | يكونُ على شخصي، يدَ الدّهرِ، مُقفَلا |
وأصمتُ صَمتاً لا تكلُّمَ بَعدَهُ، | ولا قَولَ داعٍ: يا فُلانُ ويا فُلا |
فَما دِرْهَمي إنْ مَرّ بي مُتَلَبّثاً، | ولا طَفلَ لي حتى تَرى الشّمس مُطفِلا |
ويرْزقني اللَّهُ، الذي قام حكْمُهُ، | بأرزاقِنا في أرضِه، متكفِّلا |