يا منقذي من وحول العار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مسافرٌ عَبَرَ الدنيا ولم يَجُبِ | إلا مسافة أجفانٍ من الهُدب |
صلى وسلّ يقين العزم يشحذه | جمرٌ من الثأر في ريحٍ من الغضب |
تماثلا عنده في ظل نخوته | تاجٌ من الجلد أو نعلٌ من الذهب |
رأى الحياة مواتاً فاستخار ردىً | حيّاً حياة رفيف الضوء في الشهب |
فصاح بالأرض: شقي القبرَ وانتظري | ما سوف تحصد أضلاعي من الحطب |
وصاح بالدهر: قِفْ حتى يطلَّ غدٌ | صافي المرايا كدمع العشق والوصب |
مشى وفي دمه يمشي الهدى طلقاً | مشيَ اليراع يخطّ الحرف في الكتب |
سلّ الضلوع رماحاً ثم فجّرها | مابين منتهك عِرضاً ومنتهب |
*** | *** |
يامنقذي من وحول العار يابطلاً | جاز الرجولة ضيفاً وهو بعدُ صبي |
ويامقيلَ عثار القوم في زمن | صار الجهادُ به ضرباً من اللغب |
أفدي لضعلك أبواقاً وألسنة | ما جيّشت غير أفواجٍ من الخطب |
آمنت بالنار لا إثماً ومعصية | فقد خُلقتُ حنيفاً غير ذي ريب |
مادام أن حديد الظلم تصهره | نار الجهاد فقد آمنت باللهب |
*** | *** |
جاز الزُبى خوفنا حتى لقد خجلتْ | سيوفنا من أيادينا بمضطرب |
تشكو الفضيلة من بغيٍ وقد ثكلتْ | شهامة واستغاث الصدقُ بالكذبِ |
تخشى سفائننا الحيرى ربابنةً | زاغوا بها بين ديجور ومنقلب |
الثائرون ولكن في مخابئهم | والذائدون ولكن عن سنا الرُّتبِ |
وزاعم بالحجى قد راح ينصحنا: | إن التوسّل دربُ الحق والأرب |
تخشّبوا كـ«كراسيهم».. متى نبضت | شهامةٌ في عروق الصخر والخشب؟ |
تشابها في دجى هذا القنوط خناً | وعزة واستوى نكرٌ وذو حسب |