شبيه الياسمين يدا وخدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طِماحي ؟ أنْ تماثلني الطِماحـا | فيغدو حبّـنـا للــــراح ِ راحــــا |
تضيء غدي بوجهكَ حين يرثي | سُهادي عُشـبَ عيني والصّباحـا |
وتفطمـني من الأحزان ِ ...إنـي | رَضَعْتُ الدّمْعَ لا الماءَ القـــراحـا |
فلست ُ بسائل ٍـ إلآكَ ـ جـاهــــــا ً | ولا بسواك َ أنتهِــلُ ارتياحـــــــا |
ولم أعـــرفْ لقافــلـتي غُـــدوّا | إلى بستان ِ غيـركَ أو رُواحـــــا |
فهلْ من رادم ٍ ـ للطيش ِ ـ بئــرا ً | سِواكَ إذا أردْت َ لي َ الصَلاحـا ؟ |
إذا جئـتُ النَجاحَ فأنتَ عــزمــي | وشيطاني إذا جئـت ُ الجُـناحـــا(1) |
وحسبُكَ أنْ وجــدتَ بيَ المعنّى | وحسبي أنْ وجدتُ بك الفلاحــا |
تشــدُّ حقولـُكَ الزهراءُ نـبْـعــي | لجدولِها وتحرِمُني الأقاحــــا |
فيـا مُتعَـسِّّفا ً حســــنـاً وصــدّا ً | ترفّقْ بالأسير ِ.. كفى اجْـتِراحا |
أتحْرِمُـني رحيقَك ثـمّ تــرجــو | لقلـبـي من هــواجسِهِ ارتياحــا ؟ |
تعال َ فإنّ جمرَكَ خـيـرُ بـَـرْد ٍ | لمُرتشِف ٍ ضرامَ هوىً صُراحا (2) |
تعال َ اســترْ بقايــا كـبريائي | فإني قد خشيــت ُ الإفتضاحـا |
تعال نُشيدُ من مرَح ٍ صروحـا ً | فقد لا نستطيعُ غـدا ً مَـــراحـــا |
تعال نُخـيـطُ عمرا ً كاد يَبْـلى | وننسِـجُ من لذائـذِنـا وِشاحـــا |
فأطلِقْ مِعـزَفي من قيْـد ِ صمتٍ | وأيْقِظْ بالهديلِ بي َ الصُداحــــا |
ألسْتَ يمامتي السمراء َ مــدّتْ | على عمري ومطمحه ِ جَناحــا ؟ |
فلا تُطلِقْ سراحي .. إنّ قلبي | يضيعُ غداةَ تُطلِقه ُ السّــراحــا |
وعلمني التجـلدَ حين تُرســي | إليّ لظى صـدودِكَ والجراحــا |
وشيْـتُ بفوح ِ ثغرك للأقاحي | فناصَبَكَ الشذا حَسَـدا ً جِماحـا |
شبيهَ الياسمين يــدا ً وخــدّا ً | وجيــدا ً.. إنما زاد امتِياحـــا |
أسَرْتَ بزهرِثغرِكَ نحلَ ثغري | وفي مُقلي تحـدّيْتَ المِلاحــــا |
خسرْتُ سفائني وضفافَ نهري | وبستانَ المنى ... فكن ِ الرِباحــا |
فما نفعُ الشِــراع ِ بغــير بَــحــر ٍ | وريـح ٍ ؟ كنْ بحاري والرياحــا |
وصاهرني يدا ً..قلباَ .. وجفــنا ً | فماً صوتاً صدىً خطوا ً وساحا |
وحاذِرْ من جنون فمي .. فإني | ظميء شذاكَ من شفتيكَ فاحــا |
أخافُ على ربيعكَ من خريفي | ومن شوق ٍ تملّكني اجتياحـا |
فضرّجْ بالرحيق يبيسَ ثغري | ونادِمني غبوقـا ً واصطباحــا |
وصُبّ فيوضَ بوحكَ في قصيدي | فما شعري إذا ألِـفَ النواحـــا ؟ |
عرفتكَ للهوى وطنــا ً ... فوَطّنْ | بقلبك َ ذا الغريبَ المُسْــتباحـــا |
وأمْهِِِـــلني البقيّة َ مــن حيــاتي | أريح ُ بها فؤادا ً مـا استراحـــا |
فعروةُ لا يزالُ يفيض ُ وجــدا ً | وإنْ ركبَ المفاوزَ والبِطاحـــا(3) |
وما سألَ النجاحَ يداً ... ولـكـنْ | بحبّــك يسـألُ اللهَ النجـاحـــا |
________________ | |
(1) الجناح : بضم الجيم ، الإثم او الخطيئة | |
(2)الصراح : الخالص من كل شيء | |
(3)المفازة : الفلاة لا ماء فيها.. وعروة : هو امير الصعاليك عروة بن الورد |