أيَسجُنُني ربُّ العُلا، وهو منصِفٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أيَسجُنُني ربُّ العُلا، وهو منصِفٌ، | وإنْ تُقنَ راحٌ، فهيَ لا ريبَ تُبزَلُ |
فَيا عَجَبا للشّمسِ تُنشَرُ بالضّحَى، | وتُطوى الدّجى، والبَدرُ يَنمو ويهزُل |
ومُعَتزِليٍّ لم أُوافقْهُ، ساعةً، | أقولُ له: في اللّفظِ دينُكَ أجزل |
أُريدُ به من جُزلةِ الظّهرِ، لم أُرِدْ | من الجزَلِ في الأقوال تُلوى وتُجزَل |
جهلتُ: أقاضي الرّيّ أكثرُ مأثماً، | بما نَصَّهُ، أم شاعرٌ يتَغَزّل |
وأعلَمُ أنّ ابنَ المعلّمِ هازِلٌ | بأصحابِه، والباقلانيّ أهزل |
وكم من فَقيهٍ خابطٍ في ضلالَةٍ، | وحُجّتُهُ فيها الكتابُ المنزَّل |
وقارئكمْ يرجو بتَطريبهِ الغِنى، | فآضَ كما غنّى، ليكسِبَ، زلزل |
يرى الخُلدَ عَيناً، والزَّبابةَ مَسمَعاً، | ويقزِلُ في التنميسِ، والذئبُ أقزَل |
فَما لعَذابٍ فوْقَكم لا يعمُّكمْ؛ | وما بالُ أرضٍ تَحتكم لا تُزَلزَل؟ |
فعفّوا وصلّوا واصمتوا عن تَناظُرٍ، | فكُّل أميرٍ، بالحَوادثِ، يُعزَل |
وما ردّ عن آلِ السّماكِ سِلاحَهُ، | ولا كفّ عَنه الموْتُ، إن قيلَ أعزل |
أسَيفُكَ سيفٌ أم حُسامُك مِشرَطٌ؛ | ورُمحكَ رمُحٌ أم قَناتُكَ مِغزَل؟ |