أُمُّ الكتابِ، إذا قَوّمتَ مُحكَمَها،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُمُّ الكتابِ، إذا قَوّمتَ مُحكَمَها، | وَجَدتَها لأداءِ الفَرْضِ تَكفيكَا |
لم يَشفِ قَلبَكَ فُرقانٌ ولا عِظَةٌ؛ | وآيَةٌ، لو أطَعتَ اللَّه، تَشفيكا |
ما لي علمتُكَ، إن أوضعتُ في كذِبٍ، | كأنّكَ الشِّعرُ لم تكذُبْ قَوافيكا |
كالبَحرِ بالشّامِ مُرٌّ لا يُصابُ به | دُرٌّ، ومن شرّ رادِ القومِ طافيكا |
ومن سَجايا المَخازي أن تُرى أشِراً، | تَرمي عَشيرَكَ بالدّاءِ الذي فيكا |
تَجافَ هُجراً، فلا ألقاكَ مُعتَذِراً، | فأيُّ أيُّ حَياةٍ في تجافيكا؟ |
وهلْ ألُمُّ وداداً رُمّ منْ شَعَثٍ، | وقد لَمَحتُ تَلافي في تَلافيكا |
ولم أُصاحِبْكَ في تَيهاءَ مُقفرَةٍ، | بها يُصافنُ ماءً مَن يُصافيكا |
إيّاكَ عنّي، فأخشى أن تُحَرّقَني، | فإنّما تَقذِفُ النّيرانَ من فيكا |
ما نالَ دارِيَّكَ الدّارِيُّ من أرَجٍ، | لكنْ مُنافِثُكَ الأدنَى مُنافيكا |
مَن لي بأنّيَ أرضٌ، ما فعَلتَ بها | من القَبيحِ، استَقَرّتْ لا تكافيكا |
عافانيَ اللَّهُ ممّا بتَّ جانيَهُ، | فلم يَزَلْ من جناياتي يُعافيكا |
ولو فرَيْتَ أديمي فرْيَ مُلتَمِسٍ | نَفعاً، لما آلَمَتْ نَفسي أشافيكا |
إذا ابتَهَجتَ وأعطاكَ المَليكُ غنًى، | غَدَوْتَ كالرَّبْعِ لم تُحمَدْ عَوافيكا |
يحلُّكَ الحَيُّ، بعدَ الحَيّ، عن شحَطٍ، | وما سُوافُكَ إلاّ من سوافيكا |
تُلقي أثافيّ قَوْلٍ غيرِ مُتّئِبٍ، | فَما يُبوخُ سَعيرٌ من أثافيكا |
وآجِنٌ حوْضُكَ الملآنُ من أسَنٍ، | وقد تَشَهّرَ بالإشراقِ صافيكا |
ظلّتْ خوافيكَ، والبلوى مكشَّفَةٌ، | قَوادِماً، وبَدا للإنسِ خافيكا |
كعلّةِ الجسمِ أدْنَتْهُ إلى شَجَبٍ، | يُعَدُّ أشنَعَ من غَدْرٍ توافيكا |