أتتْ جامعٌ، يومَ العَرُوبةِ، جامعاً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتتْ جامعٌ، يومَ العَرُوبةِ، جامعاً، | تقُصُّ على الشُّهّادِ، بالمِصر، أمرَها |
فلو لمْ يقوموا ناصرينَ لصوتِها، | لخِلتُ سماءَ اللَّهِ تُمطِرُ جمْرَها |
فهدّوا بناءً كان يأوي، فِناءَهُ، | فواجرُ، ألقَتْ للفَواحشِ خُمرَها |
وزامرَةٍ، ليستْ من الرُّبد، خضّبَتْ | يدَيها ورجليها، تُنَفِّقُ زَمرَها |
ألِفنا بلادَ الشّامِ إلْفَ ولادَةٍ، | نُلاقي بها سُودَ الخُطوبِ وحُمرَها |
فطَوراً نُداري، من سُبيعةَ، لَيثَها، | وحيناً نُصادي، من ربيعةَ، نِمرَها |
أليسَ تميمٌ غيّرَ الدّهرُ سَعدَها؛ | أليسَ زَبيدٌ أهلَكَ الدّهرُ عَمرها؟ |
ودِدتُ بأني، في عَمايَةَ، فاردٌ، | تُعاشرُني الأرْوَى، فأكْره قُمرها |
أفِرُّ من الطَّغْوى إلى كلّ قَفرةٍ، | أُؤانسُ طَغياها، وآلَفُ قُمرَها |
فإني أرى الآفاقَ دانتْ لظالِمٍ، | يَغُرُّ بغاياها، ويشرَبُ خَمرَها |
ولو كانتِ الدّنيا من الإنسِ لم تكنْ | سوى مُومسٍ، أفنَتْ، بما ساء، عمرها |
تدينُ لمجدودٍ، وإنْ باتَ غَيرُهُ | يهزُّ لها بِيضَ الحرُوبِ، وسُمرَها |
وما العَيشُ إلاّ لُجّةٌ باطليّةٌ، | ومن بلَغَ الخمسينَ جاوزَ غمرَها |
وما زالتِ الأقدارُ تترُكُ ذا النُّهَى | عديماً، وتُعطي مُنيةَ النّفسِ غَمْرَها |
إذا يَسّرَ اللَّهُ الخطوبَ فكَمْ يدٍ، | وإن قصُرتْ، تجني من الصّابِ تمرَها |
ولولا أُصولٌ، في الجيادِ، كوامنٌ، | لما آبَتِ الفُرسانُ تحمَدُ ضَمرَها |