جاءَ القِرانُ، وأمرُ اللَّهِ أرسَلَهُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جاءَ القِرانُ، وأمرُ اللَّهِ أرسَلَهُ، | وكانَ سِترٌ على الأديانِ، فانخرَقَا |
ما أُبرِمَ المُلكُ، إلاّ عادَ مُنتَقَضاً؛ | ولا تألّفَ إلاّ شَتّ وافترَقا |
مذاهبٌ، جَعلوها من معايشهم، | مَن يُعمِلِ الفِكرَ فيها تُعطِهِ الأرقا |
إحذَرْ سليلَكَ، فالنّارُ التي خرَجَتْ | من زندها، إن أصابَتْ عودَه احترَقا |
وكلُّنا قومُ سوءٍ، لا أخصُّ بهِ | بعضَ الأنامِ، ولكن أجمعُ الفِرَقا |
لا تَرْجُوَنّ أخاً منهم، ولا ولداً، | وإنْ رأيتَ حَياءً أسبَغَ العَرَقا |
والنّفسُ شَرٌّ من الأعداءِ كلِّهمُ، | وإنْ خلَتْ بكَ يوماً، فاحترزْ فَرَقا |
كم سيّدٍ، بارِقُ الجَدوى بميسمِهِ، | ساوَوا به الجديَ، عند الحتفِ، والبَرَقا |
إن رُمتَ من شيخِ رَهطٍ، في ديانتِهِ، | دَليلَ عَقلٍ على ما قالَهُ خَرَقا |
وكيفَ أجني، ولم يُورِقْ لهم غصُني؛ | والغُصنُ لم يُجنَ حتى أُلبِسَ الوَرَقا |
عزّ المُهَيمِنُ! كم من راحةٍ بُتكتْ | ظُلماً، وكان سِواها يأخذُ السَّرَقا |
والدُّرُّ لاقَى المَنايا في أكفّهمُ، | وكم ثَوَى البَحرَ لا يخشى بهِ غرَقا |
مَينٌ يُرَدَّدُ، لم يَرْضَوْا بباطِلِهِ، | حتى أبانوا، إلى تَصديقِهِ، طُرُقا |
لا رُشدَ، فاصمتْ، ولا تسألهمُ رَشداً، | فاللُّبُّ، في الإنسِ، طيفٌ زائرٌ طَرقا |
وآكلُ القوتِ لم يَعدمْ له عَنَتاً؛ | وشاربُ الماءِ لم يأمَنْ بهِ شرَقا |
وناظِرُ العينِ والدّنيا بهِ رُئِيَتْ، | ما إنْ درى أسَواداً حلّ أم زرَقا |
إذا كشَفتَ عن الرّهبانِ، حالَهمُ، | فكلُّهمْ يَتوَخّى التّبرَ والوَرِقا |