أيَعلَمُ نَجمٌ طارِقٌ برَزِيّةٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أيَعلَمُ نَجمٌ طارِقٌ برَزِيّةٍ، | من الدّهرِ، أم لا همّ للإنس طارِقُهْ؟ |
وهل فرقدُ الخضراءِ، في الجوّ، موقنٌ | بأنّ أخاهُ، بعدَ حينٍ، مفارِقُهْ؟ |
وما أرّقَتْهُ الحادِثاتُ، وكلُّنا، | إذا نابَ خَطبٌ، ساهرُ اللّيل، آرقُه |
لقد مرّ حرسٌ، بعدَ حرسٍ، جميعُه، | حَنادِسُ لم يذرُر، مع الصّبح، شارِقُه |
تَغَيّرَتِ الأشياءُ، والمُلْكُ ثابتٌ؛ | مغاربُهُ موفُورَةٌ ومَشارِقُه |
مُرادٌ جَرَتْ أقلامُهُ، فتَبادرتْ، | بأمرٍ، وجَفّتْ بالقَضاءِ مهارِقُه |
وهل أفلَتَ، الأيّامَ، كسرى، وحوله | مَرازبُهُ، أو قيصرٌ وبطارقُهْ؟ |
أبارِقُ هذا المَوتِ سَبّحَ رَبَّهُ؟ | نعم! وأعانَتْ أُكمُهُ وأبارقُه |
ودُنياكَ لَيستْ للسّرورِ مُعَدّةً، | فمَنْ نالَهُ من أهلِها، فهوَ سارِقُه |
وقد عِشتُ حتى لو ترى العيش لاح لي | هباءً، كنَسج العَنكبوتِ شبارِقُه |
فخَفْ دعوَةَ المَظلومِ، إنّ دعاءه | مُلِمٌّ بنُورِيّ الحِجابِ وخارِقُه |
يُخادعُ مَلْكُ الأرض، حتى إذا أتتْ | مَنيّتُهُ، لم تُغنِ عَنهُ مَخارِقُه |