إذا طَلَعَ النّسرانِ غارَتْ ظَعائنٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
إذا طَلَعَ النّسرانِ غارَتْ ظَعائنٌ، | وكانَ مِراسُ القُرّ شرّ مِراسِ |
وإنْ تَبدُ، في الصّبحِ، الثّرَيّا، فإنّها | تُيَمِّمُ بالتّسيارِ آلَ قَراس |
لوَ انّ بني الدّنيا، يدَ الدّهر، مشيُهم | على الزَّفّ، لم أعْدُدْهُ غيرَ هَراس |
وما ظَفِرَتْ أفراسُ قَومٍ يحثُّها | فَوارِسُها في عُنجُدٍ وقَراس |
جُسُومٌ تَنَمّتْ ثمّ عادتْ، فأصبحتْ | ضُروباً، كزَرعٍ نابتٍ وغِراس |
وما تَرَكَتْ بيضُ الزّمانِ وسودُه | كراسيَّ عزٍّ، كلّهنّ كرَاس |
ولم يمنَعوا، بالضّرْبِ والطّعن، حادِثاً | أتَى، دُونَ أدْراعٍ لهمْ وتِراس |
تداعتْ بلفظِ العُجم أعرابُ مَذحِجٍ، | وأعربَ أهلا فارسٍ وخُراس |
فإنّ ليوثَ الحَتْفِ نالَ افتراسُها | ضراغمَ، منْ لَيثٍ وحيِّ فِراس |
فَيا أُمّ دَفْرٍ لا سَلِمتِ غويّةً، | عليكِ قِراعي، دائباً، وضِراسي |
أتَبغينَ منّي، في المَقالِ، تَعصّباً؛ | وأيُّ أذاةٍ ما عَصَبتِ براسي؟ |
تَسيرُ بنا هذي اللّيالي، كأنّها | سَفائنُ بَحْرٍ، ما لهنّ مَراسي |