دُنياكَ دارُ شرورٍ لا سرورَ بها،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دُنياكَ دارُ شرورٍ لا سرورَ بها، | وليسَ يَدري أخوها كيفَ يحترسُ |
بَيْنا امرؤٌ يتَوَقّى الذّئبَ عن عُرُضٍ، | أتاهُ لَيثٌ، على العِلاّتِ، يَفترِس |
ألا ترى هرَمَيْ مِصرٍ، وإن شمَخا، | كِلاهُما بيَقينٍ سَوْفَ يَنْدَرِس |
ولَوْ أطاعَ أميرَ العقلِ صاحبُهُ، | لكانَ آثَرَ، من أن يَنطِقَ، الخَرَس |
معَ الأنامِ أحاديثٌ مُوَلَّدَةٌ | للإنِسِ، تُزْرَعُ كي تَبقى وتُغتَرَس |
لم تُخلَقِ الخيلُ من عُرٍّ ومُصْمَتَةٍ، | إلاّ ليُرْكَضَ، في حاجاتهِ، الفرَس |
أوانُ قُرٍّ يُوافي، بعدَهُ، ومَدٌ، | من الزّمانِ، وحَرٌّ بَعدَه قرَس |
خذ يا أخا الحربِ أو ضَع لأمةً وُضِنتْ؛ | فما يُوقّيكَ لا دِرْعٌ ولا ترُس |
ولم يُبَلْ ربُّ مِسْحاةٍ يُقَلّبُها، | ولا حَليفُ قناةٍ، رُمحُهُ ورِس |
قد يُخطىء، الموتَ، مُلقًى في تَنوفته، | ويَهلِكُ المرءُ في قَصرٍ، له حرَس |
وما حمَى، عن صليلِ السّيفِ، هامتَه، | إن باتَ يَصدَحُ في أيديهِم الجرَس |
مدّ النّهارُ حبالَ الشّمسِ، كافِلَةً | بأن سيُقضَبُ، من عيشِ الفتى، مرَس |
ظنّ الحَياةَ عَرُوساً، خَلقُها حسنٌ؛ | وإنّما هيَ غُولٌ خُلقُها شرِس |
ونحنُ في غيرِ شيءٍ، والبقاءُ جرى | مجرى الرّدى، ونظيرُ المأتم العُرُس |