أرشيف الشعر العربي

أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟

أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟ ومِن البَوارِ مَهاً عرَضْنَ بواري
بِيضٌ دَوارٍ للقُلوبِ، كأنّها عِينٌ بدَوّارٍ وعِينُ دَوارِ
هذي أَواريُّ المَنازِلِ ما دَرتْ أنّى أُواري، في حشايَ، أُواري
أمّا فَواري المَينِ عنكَ، فصادَفَتْ سَمعاً، وأمّا الوَجدُ منكَ فواري
وإذا الحَواريّاتُ صِدْنَكَ، فابتكِر، مثلَ الحواريّاتِ، إثرَ حُوار
يَرْأمْنَ سَقباً في الرّواحِ، وإنّما تَبني على حَوَرٍ وحُسن حِوار
يَلعَبنَ بالزّوّارِ لِعْبَ قَوامِرٍ، وإذا بلَغْنَ رِضاً، فهنّ ذواري
مثلُ الصُّوارِ، إذا شَمَمتَ صُوارَها، فشجونُ قلبِكَ، للهمومِ، صَواري
فاجعَلْ سِوارَيْ غادَةٍ وبُراهُما، لبُرى غوادٍ، في الرّكابِ، سَواري
يُرْقِلْنَ في خَلَقِ الشِّوارِ، وفوقَها أخلاقُ إنسٍ، للقبيح، شَواري
لا تَشكُونّ، فَفي الشّكايَةِ ذِلّةٌ، ولتُعْرَضنّ الخَيلُ بالمِشوار
آلَيتُ ما مَنَعَ الخُوارُ أوابِداً في هَضبِ شابَةَ، والنّقا الخَوّار
رِيعَ اللّبيبُ من المَشيبِ، لأنّهُ ما زالَ يُؤذَنُ بانتِقالِ جِوارِ
ما أبأس الحَيوانَ، ليسَ لنابتٍ أسَفٌ بما يَبْدُو من النُّوّار
وكأنّ مَنْ سَكَنَ الفِناءَ متى غَدا للقَبرِ، لم يَنزلْ لهُ بطَوار
تلكَ النّسورُ من الوُكُورِ طَوائرٌ، ومَقادِرٌ منْ فَوْقِهنّ طواري
إنّ العَواريّ استُردّ جميعُها، فالرّاحُ منها، والجُسومُ عَواري
أشباحُ ناسٍ في الزّمانِ، يُرى لها، مثلَ الحَبابِ، تَظاهرٌ وتواري
يُخلَطْنَ فيه بغيرِهنّ، فما مضى غيرُ الذي يأتي، وهُنّ جَواري
أعيَا سِوارُ الدّهرِ كلَّ مُساوِرٍ؛ ورَمَى الخليلَ بأسْهُمِ الأُسوار
فاحذَرْ، وإن بعُدَتْ غَزاتُك في العدى، قَدَراً أغارَ على أبي المِغوار
زجَرَتْ، قواريَها، الزّواجرُ بالضّحى، والحادِثاتُ منَ الحِمامِ قواري
لو فكّرَتْ طُلُبُ الغِنى في ذاهبِ الأ كوارِ، ما قعَدَتْ على الأكوار
والنّدبُ في حُكمِ الهِدانِ، وذو الصِّبا كأخي النُّهَى، والذِّمْرُ كالعُوّار
ويُقالُ إنّ مَدَى اللّيالي جاعلٌ جَبلاً، أقامَ كزاخرٍ مَوّارِ
جَرتِ القَضايا في الأنامِ، وأُمضِيَتْ صُدُقاً، بأسوارٍ ولا أسْوار

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبوالعلاء المعري) .

ثمِلَ الكبيرُ، فظَلَّ يَحسبُ أنّه

تَدَيّنَ، مَغرِبيٌّ بانتِحالٍ،

إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها،

جماجمُ أمثالُ الكُراتِ، هفت بها،

الصّبُر أروَحُ من حاجٍ تَكلّفُهُ،


ساهم - قرآن ٣