لا علمَ لي بِمَ يُخْتَمُ العُمْرُ؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا علمَ لي بِمَ يُخْتَمُ العُمْرُ؟ | شجرُ الحياةِ، لهُ الرّدى ثُمْرُ |
تُغْنيكَ ساعاتٌ، مُواشِكةٌ، | عمّا تَقولُ البِيضُ والسُّمْر |
والإنْسُ تَهوى قُربَها أنَساً، | وكأنّها الآسَادُ والنُّمْرُ |
حجّبتَ عقلَكَ، عن مُحاورةٍ | بالخَمرِ، وهي لمثلِهِ خُمْر |
من سرَّهُ بُدْنٌ يَعيشُ به، | فسروريَ التلويحُ والضُّمر |
لَيلٌ يَجُنُّ، وفي حَنادسِه | قَمَرٌ، تَجاوَلَ تحتَهُ قُمْر |
والسودُ، في الهبواتِ، يكشفُها | خُضرُ المُتونِ، صُدورُها حُمْر |
والنّاسُ في تيهٍ، بلا أمَرٍ، | واللَّهُ يُفصَلُ عندَهُ الأمر |
وتَكَشَّفُ الغمراتُ عن رجلٍ، | وهوَ الجهولُ، بشأنِه، الغُمْر |
آلَيتُ ما في جيلِنا أحَدٌ | يُختارُ، لا زيدٌ ولا عَمْرو |
عُمْنا على دُرٍ، فأعوَزَنا؛ | إنّ الجواهرَ دونَها الغَمْر |
وأرى المَعاشرَ، في غَرائزِهم | سوءُ الطّباعِ: الخَتْلُ والقَمْر |
نارٌ، فمَيتُهُمُ الرّمادُ هَبَا، | وكأنّما أحياؤُهم جَمْر |
وتشوقُني، في الجِنحِ، زامرةٌ، | ما دِينُها لَعِبٌ ولا زَمْر |
أينَ الذينَ كلامُهُمْ أبَداً | قَطْرُ الجَهام، وَجودُهمْ هَمْر |
إن يَغمُروكَ بنائِلٍ وندًى | منهمْ فما بصدروهِمْ غِمْر |
ليسَ امرؤٌ، في العصر، أعلمُه، | إلاّ وباطِنُ أمرهِ إمرُ |
أمّا اللّئيمُ، فعندَهُ حُلَلٌ، | وغدا الكَريمُ، وثوبُهُ طِمْر |
طَمَرَ الجهولُ إلى مراتِبِهِ، | ثمّ انثنى وحِباؤهُ طَمْر |