كيفَ احتيالُكَ والقضاءُ مدبِّرٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كيفَ احتيالُكَ والقضاءُ مدبِّرٌ، | تجني الأذى، وتقولُ إنّك مُجبَرُ |
أرواحُنا معنا، وليس لنا بها | علمٌ، فكيفَ إذا حوَتها الأقبرُ؟ |
ومتى سرى، عن أربعين، حليفُها، | فالشخصُ يصغرُ، والحوادث تكبَر |
نفسٌ تُحِسُّ بأمرِ أُخرى، هذه | جسرٌ إليها، بالمخاوف يُعبَر |
من للدّفينِ بأن يُفَرَّجَ لحدهُ | عنه، فَينهَضَ، وهو أشعثُ أغبر؟ |
والدّهرُ يقدُمُ، والمعاشرُ تنقضي، | والعجزُ تصديقٌ بمَينٍ يُخبر |
زعمَ الفلاسفَةُ، الذين تنطّسوا، | أنّ المَنيّةَ كَسرُها لا يُجبَر |
قالوا وآدمُ مثلُ أوبَرَ، والورى | كبناتِه، جهِلَ امرؤٌ ما أوبر |
كلُّ الذي تحكونَ عن مولاكمُ | كذبٌ، أتاكمْ عن يَهودَ يحبَّر |
رامت به الأحبارُ نيلَ مَعيشةٍ | في الدّهرِ، والعملُ القَبيحُ يُتَبِّر |
عُكِسَ الأنامُ بحِكمةٍ من ربّه، | فتحكّمَ الهَجَرِيُّ فيه وسَنْبَر |
كذبٌ يقالُ على المَنابِر دائماً، | أفلا يَميدُ، لما يُقالُ، المنبر؟ |
وأجلُّ طيبِهِمُ دمٌ من ظبيةٍ، | وقذًى من الحيتانِ، وهو العَنبر |
ولعلّ دنيانا كرقدَةِ حالمٍ، | بالعكسِ ممّا نحنُ فيهِ تُعَبَّر |
فالعينُ تبكي، في المنامِ، فتجتني | فَرَحاً، وتضحكُ في الرّقاد فتَعبَر |
والنّفسُ ليسَ لها، على ما نالَها | صبرٌ، ولكنْ بالكراهةِ تصبر |
يغدو المدجَّجُ بازياً أوْ أجْدَلاً، | فيرُوحُ محتكِماً عليه القُبّر |