لا خيرَ في المالِ أعْطاهُ وأجمعُهُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لا خيرَ في المالِ أعْطاهُ وأجمعُهُ، | إذا عَريتُ، فممّا حُزتُ عُرّيتُ |
وما انتفاعي، إذا أصبحتُ ذا فِرةٍ، | وإنما أنا رِسْلُ الضَّرعِ صُرّيتُ |
وصاغني اللَّهُ من ماءٍ، وها أنا ذا | كالماءِ، أجْري بقدرٍ كيف جُرّيت |
بُريتُ للأمر لم أعرف حقائقَهُ، | فليتني، من حساب اللَّه، بُرّيت |
أرى خيالَ إزارٍ حمّه قَدَرٌ، | ظهرْتُ منهُ قليلاً ثمّ وُرّيت |
ما لي رضيتُ بما أنكرْتُهُ زمناً، | وخِلتُني بصروف الدّهرِ ضُرّيت |
فهل درى اللّيثُ إذ ضَمّ الرَّجاجَ له | فَمٌ، وقُدّرَ للشّدقينِ تَهريت |
كأننا في قفارٍ، ضلّ سالِكُها | نهجَ الطريقِ وما في القوم خرّيت |
لو يَنطقُ اللّيلُ نادى كم فرى ظُلَمي | فجرٌ وأُدلجتُ في حاجٍ وأُسريت |
وأعملتني رجالٌ في مآربها، | كأنّني جملٌ، للإنس، أُبريتُ |
لايصبرون، فقيرٌ تحت فاقته؛ | إنّ السّباريتَ جابتْها السّباريت |
ناسٌ، إذا نسكوا عُدّوا ملائكةً؛ | وإن طغَوا فهُمُ جِنٌّ عفاريت |
لا تطريَنّي، فلي نفس مجرَّبةٌ، | تُسِرُّ وجْداً، إذا بالمينِ أُطريت |
وإن مُدحتُ بخيرٍ، ليس من شيَمي، | حسبتُني بقبيحِ الذّمّ فُرّيت |