إن يقرب الموتُ مني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إن يقرب الموتُ مني | فلستُ أكرهُ قُرْبَهْ |
وذاكَ أمنعُ حِصْنٍ، | يصبِّرُ القبرَ دَرْبَهُ |
منْ يَلقَهُ لا يراقبْ | خطباً، ولا يخشَ كُرْبَهُ |
كأنني ربُّ إبلٍ، | أضحى يمارسُ جُرْبه |
أو ناشطٌ يتبغّى، | في مُقفِر الأرض، عِربْه |
وإنْ رُددتُ لأصلي، | دُفنتُ في شرّ تُربه |
والوقتُ مامرّ، إلا | وحلّ في العمر أُربه |
كلٌّ يحاذرُ حتفاً، | وليس يعدمُ شُربه |
ويتّقي الصارِمَ العضـ | ـبَ، أن يباشر غَربه |
والنزعُ، فوق فراشٍ، | أشقُّ من ألف ضربه |
واللُّبٌّ حارَبَ، فينا، | طبْعاً يكابدُ حَرْبه |
يا ساكنَ اللحدِ! عرّفـ | ـنيَ الحِمامَ وإربه |
ولا تضنَّ، فإنّي | مَا لي، بذلك، دربه |
يَكُرُّ في الناس كالأجـ | ـدَلِ، المعاود سِربه |
أوْ كالمُعيرِ، من العا | سلات، يطرُقُ زربْه |
لا ذات سِرْب يُعّري الرّ | دى، ولا ذات سُربه |
وما أظُنُّ المنايا، | تخطو كواكبَ جَرْبه |
ستأخُذُ النّسرَ، والغَفْـ | ـرَ، والسِّماكَ، وتِربْه |
فتّشنَ عن كلّ نفسٍ | شرْقَ الفضاء وغَربه |
وزُرْنَ، عن غير بِرٍّ، | عُجْمَ الأنام، وعُربه |
ما ومضةُ من عقيقٍ، | إلا تهيجُ طرْبه |
هوىً تعبّدَ حُرّاً، | فما يُحاولُ هرْبه |
من رامني لمْ يجدْني، | إنّ المنازلَ غُربَه |
كانتْ مفارقُ جُونٌ، | كأنها ريشُ غِرْبه |
ثمّ انجلتْ، فعَجبنا | للقارِ بدّل صِرْبه |
إذا خَمِصْتُ قليلاً، | عددْتُ ذلك قُربه |
وليسَ عندِيَ، من آلة | السُّرى، غيرُ قِرْبه |