إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ | ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ |
قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائنٌ، | فتَمّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ |
وهل يأبِقُ الإنسانُ من مُلك ربّه، | فيخرُجَ من أرضٍ لهُ وسماءِ؟ |
سنتبعُ آثارَ الذينَ تحمّلوا، | على ساقةٍ من أعبُدٍ وإماءِ |
لقد طالَ، في هذا الأنامِ، تعجُّبي، | فيا لرِواءٍ قُوبِلوا بظِماءِ |
أُرامي فتُشْوِي من أُعاديه أسهمي، | وما صافَ عني سهمُه برِماء |
وهل أعظُمٌ إلاّ غصونٌ وَرِيقةٌ، | وهلْ ماؤها إلاّ جَنيُّ دِماء؟ |
وقد بانَ أنّ النَّحْسَ ليسَ بغافلٍ، | له عملٌ في أنجُمِ الفُهماءِ |
ومنْ كان ذا جودٍ وليسَ بمكثرٍ، | فليسَ بمحْسوبٍ من الكُرَماء |
نهابُ أموراً، ثمّ نركبُ هَوْلها، | على عَنَتٍ منْ صاغِرِين قِماء |
أفِيقوا أفِيقوا يا غُواةُ! فإنما | دِياناتكمْ مكرٌ من القُدَماء |
أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركوا | وبادوا وماتتْ سُنّةُ اللؤماء |
يقولون: إنّ الدهر قد حان موتُهُ، | ولم يبقَ في الأيام غيرُ ذَماء |
وقد كذَبوا مايعرفون انقِضاءَهُ، | فلا تسمعوا من كاذب الزّعماء |
وكيف أُقضّي ساعة بمسرّة، | وأعلمُ أنّ الموت من غُرَمائي؟ |
خُذوا حذراً من أقَربينَ وجانبٍ، | ولا تذهلوا عن سيرةِ الحُزَماء |