فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ، | وادلهمَّتْ، عليهمُ، الظلماءُ |
وتغَشّى دهماءَنا الغَيُّ، لمّا | عُطّلتْ، من وضوحها، الدّهماءُ |
للمليكِ المذكَّراتُ عبيدٌ، | وكذاكَ المؤنّثاتُ إماءُ |
فالهلالُ المنيفُ، والبدرُ، والفر | قدُ، والصبحُ، والثرَى، والماء |
والثريّا، والشمسُ، والنارُ، والنثـ | ـرةُ، والأرض، والضّحى، والسماء |
هذه كلّها لربّك، ماعا | بك، في قولِ ذلك، الحُكماء |
خلّني، يا أُخيَّ، أسْتغفر اللّـ | ـهَ، فلم يَبقَ فيّ إلاّ الذَّماء |
ويقالُ الكرامُ قَولاً، وما في الـ | ـعصرِ إلاّ الشّخوصُ والأسماءُ |
وأحاديثُ، خَبّرتها غُواةٌ، | وافترَتها للمكسِبِ القُدَماءُ |
هذه الشُّهبُ، خِلتُها شبَكَ الدهـ | ـرِ، لها فوق أهلها إلماءْ |
عجباً للقضاءِ تمّ على الخَلـ | ـقِ، فهمّتْ أنْ تُبْسِلَ الحزماء |
أوَما يُبصِروُن فعلَ الرّدى، كيـ | ـفَ يَبيدُ الأصهارُ والأحماء؟ |
غلبَ المينُ، منذُ كان، على الخَلـ | ـقِ، وماتتْ، بغيظِها، الحُكَماء |
فارْقُبي، يا عَصامِ، يوماً، ولو أنّـ | ـكِ، في رأسِ شاهِقٍ، عصماء |
وأرى الأربَعَ الغَرائزَ فينا، | وهي، في جُثّةِ الفتى، خُصَماء |
إن تَوافقْنَ صحّ، أولا، فما ينفـ | ـكّ عنها الإمراضُ والإغماءُ |
ووجدتُ الزّمانَ أعجمَ فظّاً، | وجُبارٌ، في حُكمها، العَجْماء |
إنّ دُنْياكَ مِنْ نَهارٍ ولَيْلٍ، | وهي، في ذاكَ، حيّةٌ عَرْماء |
والبرايا حازُوا دُيون مَنايا، | سوف تُقْضَى، ويحضُرُ الغُرماء |
ورَد القومُ، بعدما مات كعبٌ، | وارتوى، بالنّميرِ، وفدٌ ظِماء |
حيوانٌ، وجامدٌ غيرُ نامٍ، | ونباتٌ له، بسقيا، نماء |
ولوَ أنّ الأنام خافوا من العُقـ | بى، لما جارت المياهَ الدّماء |
أجدرُ الناس، بالعواقب، في الرحـ | ـمةِ، قومٌ في بَديِهم رُحماء |
وغضِبنا من قول زاعمِ حقٍّ، | أننا، في أصولنا، لؤماء |
أنتَ يا آدمٌ، آدمُ السّرب، حَوّا | ؤك فيه، حوّاءُ، أو أدْماء |
قَرَمَتنا الأيامُ، هل رَثَتِ النّحّـ | ـامَ، لمّا ثوى بها، قَرماء؟ |
عالم حائر كـطير هـواء | وهواف تضمها الدأماء |
وكأنّ الهُمامَ عمرو بن دَرْما | ءَ، فلته، من أُمّه، درْماء |
والبَهارُ الشميمُ، تحميه من وط | ءِ مُعاذيك، أرنبٌ شمّاء |
وعَرانا، على الحُطام، ضِرابٌ، | وطِعانٌ في باطلٍ، ورِماء |
أسودُ القلبِ أسودٌ، ومتى ما | تُصغِ أذني، فأذنُهُ صمّاء |
قد رمى نابلٌ، فأنمى وأصمى، | ولياليك ما لها إنماء |
إنّ رَبّ الحِصْنِ المَشِيدِ بتيما | ء، تولى وخُلِّفتْ تَيْماء |
أومأت للحِذاءِ كَفُّ الثّريّا، | ثمّ صُدّ الحديثُ والإيماء |
شهدتْ بالمليكِ أنجُمُها الستّـ | ـةُ، ثم الخضيبُ والجذْماء |
فَهِمُ الناس كالجهولِ، وما يظـ | ـفر إلاّ بالحسرة الفُهماء |
تلتقي في الصعيد أُمٌّ وبنْتٌ، | وتساوى القَرْناء والجَمّاء |
وأنيقُ الرّبيع يدرِكُهُ القيـ | ـظ، وفيه البيضاء والسَّحْماء |
وطريقي إلى الحِمام كريهٌ، | لم تُهَب، عندَ هولهِ، اليَهماء |
ولوَ أنّ البيْداءَ صارِمُ حَربٍ، | وهي من كلّ جانبٍ صَرْماء |
كيف لا يَشرِكُ المضيقين، في النعـ | ـمة، قومٌ عليهمُ النَّعماء؟ |