الخروج من مقهى الزنوج
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأزعجتكم يا ندامى؟ | أكسّرت كاساً ... ولم أتكسّر؟ | أناح بقربي حمامٌ | وسالت دموعٌ اليتامى | ولم أتأثّر؟ | أقبّلت منكم صديقا ... | ولم أعتذر في الصّباح؟! | لماذا، إذن تسقطون | وما كلّ هذا الصّياح؟! | أأزعجتكم يا بنات؟! | ألاطفتُ منكن أنثى بدون رضاها؟ | أقلت كلاماً جميلاً... | على شامةٍ فوق خدٍ جميل | ولم أطلب العُذر قبل المساء؟ | لماذا | إذن | يا نباتُ | تهيج على صدرها في الربيع | وتأوي إلى معطف في الشتاء؟! | أأزعجتكم يا رفاق؟ | أقلت كلاماً صحيحاً عن الحزب، من نوع: أن | على الحزب، ألاّ يكون، صغيراً | كحبّة سكّر | وألاّ يكون كبيراً | كقطعة سكّر | لكي لا يذوب بقهوتهم | كلّما سقطوا وأفاقوا؟! | أأزعجتكم يا مرايا الجدار؟ | أهشّمت منكنّ واحدةً بعد عيبٍ تراءى | على علّة الخلقِ فيّ؟ | إليّ | عدوّي الذي في الزّجاج .. إليّ | إليّ | لساني الجريح | فمي | ويديّ | إليّ | إليّ | وكونوا جميعاً دعاءً عليّ | حرامٌ عليّ مدائنكم | من الآن لن أشرب الماء فيها | سأُهدي حياتي إلى جثّتي | وقبري إلى قريتي | وقلبي | إليك | - إذا شئت – | يا وطني | يا عدوّي! | تونس – أفريل 88 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أولاد أحمد) .